*قالها الراحل محمد إبراهيم نقد مرة….
*قال إن الصحافة متقدمة علينا – كأحزاب معارضة – بآلاف السنين (النضالية)..
*ولكن من المعارضين هؤلاء من يريد من الصحافة أن تذهب إلى أكثر من ذلك ..
*أن تذهب – بالنيابة عنهم- وهم (ها هنا قاعدون !)…
*يريدون منها أن تسقط لهم النظام القائم (عديييل) ثم تنزوي – مشكورة – (على جنب) كيما يقطف الثمرة الجالسون على الرصيف..
*فإن لم تفعل فهي صحافة خائفة ومرتجفة و(مدجنة)..
*وصحافيوها – من غير الموالين – يمنعهم الخوف على لقمة العيش من الطعن بأسنة أقلامهم (في المليان!)..
*والقائلون هؤلاء – إلا قليلاً منهم – يأتيهم رزقهم رغداً من النظام ذاته الذي يعيبون على الصحافة عدم الإطاحة به..
*فقادتهم يعلمون ذلك ، والنظام يعلم ، ونحن نعلم ، وأتباعهم الذين يهاجموننا الآن على علم كذلك..
*أما الذين يأكلون بعرق أقلامهم – من الصحافيين – فلا أحد من هؤلاء يذكرهم إن حدث لهم ما يجعل عرقهم (الحبري) هذا يجف كما جيوبهم..
*ومن قبل أطلق أستاذنا إدريس حسن مقولة ما زالت (ترن) في أذهاننا كلما سمعنا مثل الذي سمعنا هذا..
*قال إن الصحافة ليست مهمتها أن (تخوض للآخرين معاركهم !)..
*أو ليست مطالبة بأن (تحارب نيابة عن الآخرين)…
*ورغم حديث أستاذنا هذا إلا أن (الحاضر) يشهد بأن ما فعلته صحافتنا لم يفعل (ربعه) المعارضون..
*إلا إن كان المعارضون هؤلاء يظنون أن الكلام – محض الكلام – هو (فعل!) في حد ذاته..
*ولا أنسى عبارةً قالها – لكاتب هذه السطور – يوماً إنقاذي سابق ذو شأن في سياق جزئية من حوار ليست للنشر..
*قال أن من أراد أن يعرف ضعف النظام فلينظر إلى (ضعف!) المعارضة..
*أي أن نظام الإنقاذ ليس قوياً ولكن المعارضة هي التي أظهرته كذلك بضعفها المخزي..
*وعن حزب الأمة تحديداً قال إن المهدي لو كان أطلق العنان لأنصاره بقيادة نور الدائم ونقد الله ومبارك لسقطت الإنقاذ في أيام معدودات..
*وقد يكون في حديث (الوزير) السابق هذا شيء من المبالغة ولكن الذي لا يختلف بشأنه اثنان أن المعارضة لم تكن أبداً بمثل (الهوان!) هذا..
*لا في عهد الفريق عبود ، ولا في عهد المشير نميري ..
*وفي المقابل لم تكن الصحافة أبداً – في غير الأنظمة الديمقراطية – بمثل (القوة) هذه..
*لا صحيفة (الثورة) – البرش – في عهد عبود ، ولا صحيفتا (الأيام) و(الصحافة) في عهد مايو..
*ورغم هذا يريد المعارضون من صحافتنا المزيد …
*أو كما قال أحدهم البارحة – يعيب علينا المشي بتؤدة على شوك المحاذير – (عينكم في الفيل تطعنوا في ظله ؟!)..
*طيب يا أخي : (عينك انت في الشارع تطعن في الصحافة ؟!)..
*الشارع هذا الذي حين خرج إليه نقد – في الموعد المضروب للتظاهر – لم يجد منكم أحداً..
*فكتب عبارته المشهورة على كرتونة : (حضرنا ولم نجدكم !!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم