** لذاكرة الرأي العام ثم القاعدة الطلابية بجامعة الخرطوم نرسم ملامح دورة الاتحاد .. حيث بدأ الاتحاد دورته بولاء صلاح الدين – جبهة ديمقراطية – رئيسة .. وتم إيقافها بعد تسعة وعشرين يوما من بداية الدورة لمدة ثلاثين يوما .. ثم تم فصلها نهائيا بعد أربعين يوما من عودتها .. وأصبح الاتحاد بلا رئيس لخمسة وأربعين يوما .. إلى أن جاءت اكرام الفادني – حركة حق الحديثة – رئيسة له ، ولكن لثلاثين يوما فقط لاغير .. حيث تخرجت وغادرت الاتحاد والجامعة .. ليصبح الاتحاد للمرة الثانية بلا رئيس لثلاثين يوما .. ثم جاء رغيم عثمان – اتحادى مرجعيات – رئيسا له ، ولكن غادره – مستقيلا – قبل نهاية الدورة بثلاثين يوما .. ليصبح الاتحاد للمرة الثالثة بلا رئيس لمدة ثلاثين يوما أيضا .. وحين تم حل الاتحاد – بانتهاء الدورة – كان بلا رئيس .. هكذا كانت ملامح اتحاد طلاب جامعة الخرطوم .. ثلاثة رؤساء في العام ، وعمر كل رئيس ثلاثين يوما أو ثلاثين ونيفا ، وبين كل رئيس وأخر فراغ إداري – لعدم وجود الرئيس – يتراوح عمره ما بين الثلاثين و الأربعين يوما .. هكذا ملامح اتحاد طلاب أم الجامعات ، أو كما « يدلعونها » .. ولن نصف تلك الملامح بالبائسة ، ربما للبؤس روح وساقان ، فيقاضينا في نيابة الصحافة أو مجلسها .. !!
** باختصار .. الأجندة الحزبية – والشخصية – طغت على القضايا الجوهرية في اتحاد الديمقراطيين الصغار بجامعة الخرطوم .. وتلك الأجندة هي التي أحدثت كل تلك التشوهات الإدارية في هيكل الاتحاد ، وصدقا كان مجرد هيكل طوال أيام الدورة .. ونتعمد أن نذكر زمن الدورة بالأيام وليس بغيرها لأن الفترة الزمنية التي احتفظ فيها المكتب التنفيذي للاتحاد بكامل هيكله الادارى هى فترة تحسب بالأيام كما أوضحت في الفقرة أعلاها .. والتخبط – وطغيان الأجندة الحزبية على قضايا البلاد والطلاب – بدأ في اتحاد الديمقراطيين الصغار بايقاف ثم فصل رئيستهم ولاء صلاح .. ثم تواصلت عشواءيتهم بانتخابهم طالبة على عتبة التخرج رئيسة للاتحاد .. إذ كيف لعقل راشد أن يرشح وينتخب من سيتخرج بعد شهر رئيسا لاتحاد طلابي ..؟.. لو كان جدي الرابع – المات بأميتو – عضوا فى مجلس الاتحاد لأقترح للديمقراطيين الصغار ترشيح وانتخاب طالب – وليس خريج – حتى يحفظ للاتحاد استقراره الإداري .. ولكن – رحمة الله عليه – مات بأميته السياسية والأكاديمية ، قبل أن يفيد « العاملين فيها سياسيين واعيين » … فالأجندة الحزبية – والشخصية – حين تطغى على الأجندة القومية والقضايا الكلية ، تفقد أصحابها الرشد ، وتكسبهم التخبط والعشوائية ، كما الحال في كل دهاليز العمل العام بالبلاد ، وليس فقط في اتحاد طلابي بإحدى قلاع الوعي الذي يقدم كليات الأمور على صغائرها ..، أو هكذا كان يجب أن يكون وعي قيادة اتحادهم .. !!
** وإن كانت تلك ملامح الاتحاد ، فماذا تتوقع لخطاب دورتهم الذي يجب أن يحمل إنجازاتهم « إن وجدت » …؟.. أو هل تتوقع أن يكون لاتحاد بتلك الملامح إنجاز ..؟… حسنا ، …انقل لك سيدي القارئ – غدا باذن الله – ما كتبته يد الاتحاد .. وكن من الصابرين .. ولا تكتئب ، فالعيب ليس في الديمقراطية ، بل في ….« بعض الذين يتشدقون بها » ….!!
إليكم – الصحافة -الاحد 6/7/ 2008م،العدد5405
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]