نبدأ أولا بالترحم على الطالب القتيل الذي راح مبكيا على شبابه، برصاصة طائشة وخاطئة أردته قتيلا، انطلقت من فوهة سلاح شرطي كان يطارد شخصا يقول عنه بيان الداخلية أنه معتوه وجاء في البيان حول هذه الحادثة المؤسفة (أن معتوها هاجم بمدية اثنين من الضباط العاملين بمجمع جوازات المقرن مما أدي الي أصابتهم بجروح ، قبل ان يلوذ بالفرار لتتم مطاردته بواسطة فرد من شرطة النجدة بالشارع العام وأثناء عملية المطارده قام المعتوه بالاعتداء علي أحد المواطنين بالمنطقة فأطلق عليه الفرد عياراً نارياً أخطأ المتهم وأصاب الطالب علاء الدين عبدالله السيد وطالبة من جامعة السودان تم أسعافهما الي المستشفي فتوفي الطالب الي رحمة مولاه متاثراً بجراحه لاحقاً بينما تتلقي الطالبة التي أصيبت في عنقها العلاج)…نسأل الله الرحمة والمغفرة للطالب القتيل الذي نحسبه شهيدا ونعزي أسرته المكلومة على مصابها الجلل وفقدها الأليم والكبير، ونعلم مدى الألم الذي اعتصرها وما يزال منذ لحظة تلقيها الخبر الفاجع والصادم،وما أقسى وما أفظع وما أفجع وما أصدم على الأهل من أن يتلقوا خبرا مفاجئا عن وفاة عزيز لديهم هكذا فجأة وهو قبيل لحيظات أو سويعات كان بينهم صحيحا معافى موفور الصحة والعافية،ونسأل الله أن ينزل سكينته على قلوب أفراد هذه الأسرة المكلومة وأن يثبتها بالصبر لتجاوز محنتها المفجعة، ولا نشك أن كل أفراد الشعب السوداني قد حزنوا لفقد هذا الطالب والمؤكد أنهم أحزن للطريقة التي راحت بها روحه هدرا، بمن فيهم الشرطي الذي تسببت رصاصته الطائشة في ازهاق روحه، كما نسأل الله للطالبة سلمى موسى التي أصابتها أيضا الرصاصة الطائشة في عنقها كامل الصحة وموفور العافية وأن تخرج من مشفاها معافاة…
نعم أن الطالب القتيل قد راح نتيجة طلقة خاطئة وطائشة، وأن الطالبة المصابة في عنقها أيضا أصيبت عن طريق الخطأ ولم يتعمد الشرطي اصابتهما،هذا صحيح ولا شك فيه،ولكن وآه من لكن هذا الحرف الذي دائما ما يقع بين نقيضين ويفيد الاستدراك،ولكن كان هناك ما هو أصح مما فعله ذاك الشرطي عند تعامله مع المجرم الذي لاذ بالفرار، فمن المبادئ القضائية والقواعد القانونية والفقهية المستمدة من الأديان ومن النظريات الفكرية ، والقائمة على المنطق ،و يستدل بها للوصول إلى الحق ، وهي مبادئ وقواعد معروفة ومتواضع عليها ويفترض أن تكون مرعية من الأطراف العاملة في الحقل القضائي والقانوني،ولا ريب أن الشرطة من أهم هذه الأطراف، أن القانون لا يقر التعسف في استعمال الحق،وتقول هذه المبادئ أيضا لئن يخطئ القاضي في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة،وافلات مجرم من العقاب خير من ادانة برئ دعك من قتله،وعليه ووفقا لهذه القواعد والمبادئ فان الشرطي يكون قد أتى بتصرف خاطئ حين أطلق رصاصاته في مكان عامر بالمارة والنشاط،قبل أن تخطئ رصاصته هدفها، ففي مثل ذلك المكان يكون احتمال اصابة آخرين أبرياء وارد بنسبة كبيرة،وعلى أي حال نأمل أن يكون فيما حدث عظة وعبرة للشرطة حتى لا تأتي مثله مرة أخرى…
[/JUSTIFY]بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي