هذا ليس عنوانا لفيلم كوميدي على غرار (همام في امستردام) بطولة النجمين محمد هنيدي وأحمد السقا أو(عبود على الحدود) بطولة الراحل علاء ولي الدين، وهما من أهم أفلام الكوميديا التي أنتجتها مصر في السنوات الماضية، ولكنه يصلح بامتياز عنوانا لفيلم من كوميديا سياسية واقعية تعيشها مصر منذ ثورة يناير 2011 في مصر التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، ودخلت بعدها البلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي عندما تكالبت القوى السياسية على الساحة المصرية التي كانت تعاني أيام مبارك من الكبت السياسي على السلطة حتى عبر صناديق الاقتراع التي كانت بريئة مما يتفترون من زعم إرساء نظام ديمقراطي جديد، وقطعية كاملة مع الأنظمة الملكية والعسكرية والثورية التي حكمت مصر منذ فجر التاريخ، لم تكن ثورة يناير وما أنجزته من عمل كبير بإزاحة نظام مبارك لوحدها تكفي وتفي بمطموح شباب التغيير، ولاسيما أن أداء حكومة الرئيس محمد مرسي المنتخبة كان مخيبا للآمال والتطلعات، فكان لابد من ثورة أخرى، فجاءت يونيو 2013 لتصحيح المسار ومع الجدل الكثيف الذي أثير حولها، ولكنها نقلت الحياة السياسية في مصر إلى مجرى جديد باتت فيه جماعة الإخوان المسلمين الحاضنة السياسية لنظام محمد مرسي خارج هذا المجرى الجديد، بل إن عناصرها بين طريد وحبيس ومنفي.
وتخوض الحكومة المصرية مواجهات مكشوفة مع الجماعة التي تتمسك بشرعية رئيسها المعزول محمد مرسي الذي يواجه المحاكمات في عديد التهم أمام القضاء المصري تتعلق بفترة حكمه للبلاد، تلك المواجهات تجري في داخل مصر وشوارعها من خلال التعامل الأمني مع التظاهرات المناهضة للحكومة الحالية أو التفجيرات الإرهابية التي يشار فيها بأصابع الاتهام إلى منسوبي الجماعة، كما أن المواجهات تتم على المستويين الإقليمي والدولي من خلال حملة دبلوماسية لعزل أعضاء الجماعة في الخارج عن دائرة الفعل والتأثير على الداخل، وإقناع الدول التي كانت تساند الجماعة بالتخلي عن ذلك، وشهدنا الأسبوع الماضي كيف تم التقارب بين واشنطون والقاهرة، حتى وإن كان التقارب من أجل الحلف الأمريكي العريض ضد داعش، ولكنه يندرج بالنسبة للقاهرة في إطار الحملة الدبلوماسية لمحاصرة الإخوان دوليا.
وعلى معكوس المثل العربي “بيدي لا بيد عمـــرو”، قررت دولة قطر التي تستصيف عددا من قيادات جماعة الإخوان فك الارتباط معهم وترحليهم إلى جهات أخرى، ربما قرغيزستان أو تركيا بعد استبعاد تونس، فقد أكدت مصادر مطلعة أن الإخوان المسلمين اختاروا دولة قرغيزستان مقراً رئيسياً لهم، بحسب ما أفادت صحيفة (الشاهد) الكويتية وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن تركيا مستعدة لدراسة استقبالهم.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي