و تبقى الدروس ..!!

[JUSTIFY]
و تبقى الدروس ..!!

:: بفضل الله، ثم بجهد أخيار المجتمع السوداني، تجاوز الأخ معتز كبير أزمته..بعد ثلاث سنوات إلا قليلاً، سوف يغادر سجن الهدى إلى رحاب الحياة نهار الغد باذن الله..وكان يجب أن يُغادر نهار الخميس الفائت..فالأخ عمر النقي وآخرين، ظلوا بنيابات الخرطوم ومحاكمها طوال ساعات النهار وبعض ساعات الليل، ليخرج هذا اللاعب الخلوق إلى أسرته وأحبابه بعد سنوات الغياب والفراق ..ولكن الإجراءات النيابية والقضائية التي بموجبها يخرج السجين لاتقل وطأة عن الإجراءات النيابية والقضائية التي بموجبها يدخل السجن، فلنقل قدر الله وما شاء فعل .. والذي صبر ثلاث سنوات لن يعجز عن صبر (ثلاثة أيام)..!!

:: وتبقى الدروس..فالأخ معتز كبير لم يدخل السجن ( مختلساً) ولا ( ناهباً)، بل تعرض لإحتيال في سوق قوانينها لا تحمي ( الطيبين).. شركة سما التي أسسها كانت ناجحة في مجال أعمال الديكور، ولكن لم يُحسن إختيار بعض كوادرها، إذ ترك بالشركة أربعة شيكات مصرفية تحمل توقيعه لزوم ( مواصلة العمل)، لحين عودته من الإمارات، فتحالف موظف وموظفة في (الغدر به)، ثم غادرا البلاد، لينتظرهما بلاغ الأخ معتز بالقسم الشرقي .. من هنا بدأت الأزمة وتراكمت، أي من محطة حسن الظن في الآخر.. والمرء لايُحسن الظن في الآخر ما لم يكن ( كريم الخصال)، و بالتأكيد فعلهما – الموظف والموظفة – يقتل مكارم الأخلاق في المجتمع ..!!

:: والمهم ..الأخ عبد الله القاضي واللاعب وليد محي الدين بدولة قطر وبعض أفراد الجالية هناك، بذلوا جهداً خارقاً، فلهم التقدير وهم يسبقون الجميع ويتسابقون نحو النجم المحبوب معتز كبير.. وكذلك الأخ الطاهر هواري ورفاقه، شكلوا كياناً رائعاً بالداخل لعكس فضائل المجتمع الرياضي عند الشدائد..أما وزير دفاع الهلال في الزمن الجميل، طارق أحمد آدم، كان – ولا يزال – نموذجاً للقائد المثالي..طارق وعمر النقي لم يكتفيا بالتجوال في شوارع الخرطوم لحل أزمة الأخ معتز، بل كانا له نعم الأنيس والمؤازر في محبسه رغم ظروف عملهما وبعد المسافة..ولقد أحسن رئيس نادي الهلال، أشرف الكاردينال، وهو يُكمل كل هذا الجُهد بعطاء مُقدر، وهنا يستحق سفير السودان باثيوبيا الفريق عبد الرحمن سر الختم والأستاذة فاطمة الصادق المنسق الإعلامي لنادى الهلال، لهما الشكر على إيصالهما نداء المبادرة لرئيس نادي الهلال، ومتابعتهما حتى تكللت المساعى بحل الأزمة.. والتحيات للفنان الرئع محمد النصري، وهو الذي كان يتأهب لإحياء حفل لصالح النجم المحبوب..!!

:: وتبقى الدروس..لاعبو كرة القدم، وكذلك كل أهل الإبداع من الشعراء والمطربين وغيرهم، ثم قدامى المحاربين في الجيش ومتقاعدو الشرطة، هم أكثر أفراد المجتمع خروجاً من عوالم الأسواق إلى دنيا الأزمات والسجون، لأنهم الأكثر عرضة للنصب والإحتيال ..وحدثني أحدهم، وهو من خبراء السوق، بأن السماسرة والجوكية ينتظرون كشوفات الإحالة الى المعاش بالشرطة والجيش ب ( فارق الصبر)، ليزجوا بالمتقاعدين إلى الأسواق بعد أن يزينوا لهم ( مشاريع وهمية).. ثم في الأسواق يستغلون طيبتهم وحسن ظنهم في الآخر – ويزفونهم إلى عالم الخسائر و(الشيكات الطائرة)، بعد أن ينهبوا حقوق وفوائد (مابعد خدمتهم).. وعليه، كل مُيسر لما خلق له، فالمبدع – وكذلك من أفنى صباه وشبابه في القوات النظامية – غير مُيسر للتعامل مع (أخلاقيات السوق)، إلا من رحم ربي ..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version