صدقت يا (أبو حميد )!!

[JUSTIFY]
صدقت يا (أبو حميد )!!

*وأبو (حميد) الذي نعنيه هنا هو زميلنا محمد عبد الماجد ..
*فهو يعاتبنا متسائلاً – عبر زاويته – (هو وينو المنطق يا عووضه؟!)..
*ثم نفهم أنه يريدنا أن نكتب بالـ(لا منطق) في زمان الـ(لا معقول !)..
*ونتلفت حولنا فنجد أنه صادقٌ تماماً زميلنا صاحب المفردات الممتعة هذا ..
*فهو واحد من قلائل – في زماننا هذا – يكتب بسلاسةٍ غير ذات تعقيد وتطويل و(تعسيم) و(كسير ثلج!)..
*يعني مثلاً ؛ أين المنطق في أن يبتاع وزير ماليتنا السابق منزلاً بـنحو عشرين ملياراً إلا قليلا..
*ثم (يستكثر!) على السمسار – في مفارقة غريبة – نسبة الـ(5%) قيمة عمولته من الصفقة ..
*والوزير هذا – للعلم – هو الذي كان قد (بشرنا) بأيامٍ أشد ضنكا حين كان المسؤول الأول عن اقتصادنا..
*ونصحنا بالتهيؤ لأكل الكسرة عوضاً عن القمح الذي كان نظامه قد أعلن – من قبل – تمزيق فاتورته..
*فإذا بنا نحن الذين مُزقنا – كأهل سبأ – شر ممزق ..
*وأين المنطق في أن يظل نظامٌ – لأكثر من عشرين عاماً – في حالة (حوار!) دائم مع الجهة هذه او تلك ؟!..
*يعني بـ(المنطق كده) ؛ (لا منطق) في أن يكون هنالك عدم استقرار سياسي وأمني واجتماعي لربع قرنٍ من الزمان..
*ثم تظل صحفنا – تبعاً لذلك – تلوك دونما انقطاع مفردات (تفاهمات) و(اختراقات) و(آليات) حتى أصابها عسر هضم مزمن..
*وتنتقل عدوى عسر الهضم هذه للقارئ ليهرب منها لصحافة (ثلاثيات مازدا) و(خطرفات بله الغائب) و(التيس أبو عين واحدة) و(جديد علوية خور !)..
*وأين المنطق في أن تكتشف الإنقاذ – بعد أن تخرج الذين وُلدوا ليلة انقلابها من الجامعات – خطورة مراكز إيران الثقافية على نهجنا السني ؟!..
*وهل كانت تظن (الحسينيات) المتكاثرة هذه – الإنقاذ – معاهد لتعليم الناس حب المؤتمر الوطني بأكثر مما يُحب (الحسين) ؟!..
*إنه الـ(لا منطق) الذي تتضاءل أمامه (لا منطقية) مشاعر الدولب حين اكتشفت أن الشباب السوداني (ضائع) بعد خمسٍ وعشرين سنة من مشروع (الهداية!)..
*اكتشفت ذلك – الدولب – رغم إنها كانت وزيرة ولائية لـ(الرعاية الاجتماعية!)..
*وفور اعلانها اكتشافها (الخطير!) هذا – في مشهد جديد على مسرح اللا معقول- صُعدت إلى وزيرة اتحادية في المجال ذاته..
*وربما تكتشف الآن أن السودان كله (ضائع!) وليس شبابه فقط ..
*بل وأين المنطق في أن يبقى نظام الإنقاذ حاكماً – طوال المدة هذه – رغم نسفه كل مقومات انقلابه التي ضمنها بيانه الأول ؟!..
*فما من شيء عاب عليه النظام الحزبي السابق إلا وأتى بما هو أسوأ ..
*أسوأ في المجلات كافة عدا (الطرق) – رغم سوءاتها – و(الكباري !)..
*وإن كان حديثي هذا (غير منطقي) – في نظر البعض – فلـ(يمنطقنا!) ببيانات الإنقاذ الأولى..
*والآن ما رأيك – أبا حميد – في هذا (المنطق !!!)؟

[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم

Exit mobile version