أعلنت شركة “جوجل” الأمريكية أنه أصبح بإمكان المؤسسات الصحفية تحديد عدد التقارير الإخبارية التي يتصفحها مستخدمو خدمة “أخبار جوجل” للاطلاع عليها مجاناً .
وبموجب برنامج “النقرة الأولى المجاني” سيتمكن الناشرين من منع الدخول غير المحدود على المواقع الإلكترونية التي يمكن الاشتراك فيها.
وسيحال المتصفحون الذي يطلعون على أكثر من خمسة مقالات يومياً إلى صفحات تطالبهم بتسديد الرسوم أو التسجيل.
وقد يبدأ مستخدمو جوجل في ملاحظة ظهور صفحات تسجيل حينما ينقرون للمرة السادسة على موقع إخباري يقدم خدمات مدفوعة خلال أربعة وعشرون ساعة.
وقال جوش كوهين أحد مديري “جوجل” إنه في السابق كانت كل ضربة من المستخدم على موقع تعد مجانية، أما الآن فقد طورنا البرنامج بحيث أصبح بإمكان الناشرين تحديد الاستخدام بدون تسجيل أو اشتراك بحيث لا يتجاوز خمس مرات يومياً.
وكان روبرت مردوخ امبراطور الإعلام العالمي قد اتهم في السابق مواقع مثل “جوجل” بالتكسب من الصحافة عن طريق نشر إعلانات بينما تقوم بتوصيل المستخدمين بالتقارير الصحفية.
وكان بعض المستخدمين يتفادون دفع رسوم الاشتراك في مواقع الصحف الإلكترونية عبر الدخول عليها من خلال “أخبار جوجل”.
ونقل موقع “بي بي سي” الإخباري عن ستبف هوليت الخبير في شؤون الإعلام والصحافة قوله إن قرار جوجل “ذو مغزى مهم”، مضيفاً أن مردوخ يحاول حشد التأييد والإجماع على أن دفع مقابل لمحتوى المواقع الإلكترونية هو الصواب، وأن ما تفعله بعض محركات البحث من أمثال “جوجل” من الاستفادة من هذا المحتوى مجاناً خطأ.
“مايكروسوفت” تسحب الأخبار من “جوجل”
وذكرت صحيفة “الفاينانشيال تايمز” البريطانية مؤخراً أن شركة “مايكروسوفت” الأمريكية بحثت فكرة دفع أموالاً لمؤسسة “نيوزكورب” الإخبارية لإزالة مواقعها الإخبارية من نتائج بحث “جوجل” ووضعها على محرك بحث “بينج” التابع لها.
وأضافت الصحيفة أن “مايكروسوفت” عرضت الفكرة على كبرى المؤسسات الإخبارية الأخرى، مشيرة إلى أن اتفاقاً مثل ذلك ربما يضع “بينج” في موقع أفضل في المنافسة من محرك “جوجل” واسع الانتشار.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من المناقشات بين “مايكروسوفت” والمؤسسة الإخبارية المملوكة من روبرت مردوخ إمبراطور الإعلام العالمي، قوله إنها لا تزال في مراحلها الأولى.
كما نقلت عن موقع إخباري لم تسمه قوله إن خطة دفع مقابل لإزالة المحتوى الإخباري من “جوجل” ربما يرفع سعر المحتوى إلى قيم هائلة، لتضمينها داخل قائمة بحث حصرية.
مردوخ يطالب “جوجل” بحجب إمبراطوريته الإعلامية
وكان مردوخ قد هدد مؤخراً بإزالة محتويات مواقع صحفه الإلكترونية من قائمة بحث “جوجل”، لتحفيز مستخدمى الإنترنت على دفع اشتراكات مقابل الاطلاع عليها.
ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن مردوخ قوله في لقاء مع شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية إن صحفه التي تضم بينها “ذا سن” و”ذا تايمز” و”وول ستريت جرونال”، سوف تحجب عن “جوجل” كليا، بمجرد تفعيله خطط لقراءة الصحف على الإنترنت مقابل اشتراكات.
كما أبرز انزعاجه من قائمة من المواقع التي يشعر بأنها تجاوزت الحدود، حيث قال إن “الأشخاص الذين يلتقطون جميع الأشياء بمنتهي البساطة ويجرون بها، هم يسرقون قصصنا، نقول إنهم يسرقون قصصنا، فهم فقط يأخذونها”.
وسرد قائمة ضمت شركات “جوجل” و”مايكروسوفت” و”أسك دوت كوم” وأسماء أخرى، مضيفاً “لم يكن لهم أن يأخذوها مجاناً طوال الوقت، اعتقد أننا كنا نيام”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تصعيداً من جانب مردوخ ومعاونيه ضد “جوجل”، حيث اتهمه ب”الكليبتومانيا” مرض السرقة والعمل كـ”موقع طفيلى”.
كما تسآءل مردوخ عن السبب وراء عدم حذف مديري المؤسسات الصحفية مواقعهم من قائمة بحث “جوجل”، الخطوة التي اعتبرها عملية تقنية بسيطة ومطروحة.
والمح إمبراطور الإعلام إلى أنه ينوى تطبق ذلك عند تفعيل نظام الاشتراكات، مضيفا أن صحيفة “وول ستريت جورنال” لا تظهر عادة إلا الفقرة الأولى من أى قصة خبرية لغير المشتركين على موقع الصحيفة الإلكترونى، لكن “الجارديان” أشارت إلى أن مستخدمى محرك “جوجل” يطالعون مقالات الصحيفة كاملة لدى ظهورها ضمن نتائج البحث.
وتابع مردوخ قائلا إنه لا يتفق مع فكرة خضوع محركات البحث لقواعد “الاستخدام العادل” ، وهي مقولة ترددها عدة مواقع، التي تعتمد على إعادة إنتاج اقتباسات من القصص الخبرية على الإنترنت.
وأضاف أن هناك مبدأ يدعى “الاستخدام العادل”، نعتقد أننا سنطعن فيه أمام المحاكم ونمنعه كليا، لكننا سنتخذ خطوات بطيئة تجاه ذلك.
وأضافت الصحيفة أن سلوك مردوخ تجاه الإنترنت ازداد حدة مؤخرا، بعد أن خفت حدته قليلا إثر شراءه موقع التواصل الاجتماعى “ماي سبيس” بمبلغ 580 مليون دولار عام 2005.
يذكر أن مردوخ كان قد أعلن خلال الصيف الماضى أنه يخطط لتطبيق نظام الاشتراكات في مواقعه الإخبارية بحلول العام الجديد، غير أنه صرح الأسبوع الماضى أنه أجل الخطوة، لاحتمال عدم تمكنه من الإيفاء بالموعد المحدد.
“الجارديان”: تهديد مردوخ لا يقلق “جوجل”
واستبعدت “الجارديان” قلق “جوجل” من تهديدات مردوخ، مضيفة أنه حينما يسحب قصصه الإخبارية من خدمة “أخبار جوجل” يكون كمن يطلق الرصاص على قدميه.
وذكرت أن التهديد لن يزيل النوم مع أعين رؤساء “جوجل”، حيث كانا سيرجي برين ولاري بيج مؤسسا “جوجل” قد قالا سابقاً إنه في حال رغبة المؤسسات الأخبارية في عدم ظهور محتوياتها على قائمة محركهم، فإن ذلك لن يحتاج سوى خطوتين على شفرة ملف “روبرتز دوت تكست”، الذي تستخدمه كل المواقع لحجب محتوياتها على محركات البحث المختلفة.
وكانت “جوجل” قد شرحت الخطوتين وهما إما الدخول على “وكيل المستخدم” ما يعنى ظهور المحتوى لكافة الأشخاص أو الدخول على “عدم السماح” ما يعنى بدوره حظر الدخول على أى قسم بالموقع، وبذلك سيختفى من قائمة جوجل فى كلا من خدمة “الأخبار” وقائمة البحث العامة.
وشبهت الصحيفة تهديد مردوخ باستبعاد “جوجل” وربما محرك بحث “بينج” التابع لشركة مايكروسوفت الأمريكية وأيضا موقع “أسك دوت كوم”، بمتسابق في حدث رياضي يهدد بإطلاق الرصاص على قدميه.
المصدر :محيط