تذخر بلادنا بعدد مقدر من العلماء والخبراء والمختصين المتميزين في كل المجالات تقريباً، بدليل الوجود المؤثر لهم في الخارج على مستوى الدول الشقيقة أو في أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وإلى وقت قريب ما كان ليخطر ببال كاتب هذا المقال أن يكون بين ظهرانينا من يمكن أن نطلق عليهم خبراء علم المستقبل، إلى أن جاءت مشاركتنا في الملتقى الإستراتيجي للإعلاميين والعسكريين، الذي نبعت فكرته من السيد وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، أواخر شهر رمضان المعظم، وجمع من قيادات العمل الصحفي والإعلامي كانوا ضيوفاً على إفطار رمضاني دعا إليه يومذاك.
تلاحقت الأحداث بسرعة، وتلقينا دعوات مكتوبة من مدير الأكاديمية العسكرية العليا، اللواء مهندس ركن حسن صالح عمر محمد دين للانخراط في أعمال الملتقى، وكانت الاستجابة كبيرة نوعاً ما في مثل هذه المشاركات التي التقى فيها المشاركون من أهل الإعلام، بالقيادات العسكرية في أعلى درجات القيادة من أمثال السيد الفريق أول ركن هاشم حسان رئيس هيئة الأركان والسيد الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي رئيس هيئة العمليات المشتركة، وغيرهما إضافة للخبراء العسكريين الإستراتيجيين الذين قدموا الجديد المفيد للمشاركين في الدورة، وعلى رأس أولئك العلماء اللواء ركن (م) د. محمد خوجلي الأمين واللواء الركن (م) د. داؤود بابكر هارون، واللواء الركن (م) د. محمد نعمة الله واللواء الركن د. عثمان الأغبش، واللواء طيار أبوعبيدة وغيرهم.
الملتقى كان فرصة لمعرفة المفهوم وطرق التفكير وخطط الإستراتيجية بغاياتها المثلى التي تقود إلى رفاهية الشعوب، ووصل تلك الرفاهية كما جاء في تعريفات الدكتور محمد خوجلي الأمين بحالة تؤكد على الفوز بالدنيا والآخرة معاً.
من أهم مخرجات هذه الملتقى، الاتفاق على نشر بعض الأوراق التي قدمت فيها مع التعليقات والمداخلات، إضافة إلى بروز مقترح تقدمنا به يرمي إلى تأسيس (منتدى الفكر والحوار الإعلامي) ليضم مجموعة من المفكرين والإستراتيجيين والعلماء والخبراء والكتاب والصحفيين الإعلاميين يناقش دورياً قضية من تلك القضايا.. وكانت هناك استجابة فورية واسعة للانضمام إلى المبادرة حيث كان أول المؤيدين الأستاذ إمام محمد إمام رئيس تحرير صحيفة (التغيير) الغراء، ليصعد إلى القطار عشرات الشباب وينضم إليهم العشرات من العلماء.. وهذا هو الكنز.. أو أبرز ما يمكن أن يشكل إضافة لحياتنا الفكرية التي ننشد لها التقدم والتطور، خدمة لبلادنا وخدمة للإنسانية.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]