متمردون صوماليون ينفون انهم نفذوا تفجيرا انتحاريا في مقديشو

[ALIGN=CENTER]?m=02&d=20091204&t=2&i=26367873&w=450&r=2009 12 04T100151Z 01 ACAE5B30RV900 RTROPTP 0 OEGTP SOMALIA REBLES MY7[/ALIGN]

مقديشو (رويترز) – نفى متحدث باسم حركة الشباب المتمردة في الصومال يوم الجمعة ان الجماعة مسؤولة عن التفجير الذي وقع خلال حفل تخرج لطلبة كلية طب في فندق بالعاصمة مقديشو والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 22 شخصا على الاقل بينهم ثلاثة وزراء.

لكن المحللين أشاروا الى أن اراقة الدماء كارثة بالنسبة للصورة العامة للمتمردين وقال مبعوث الامم المتحدة في الصومال ان افتراض أن أي طرف اخر يتحمل المسؤولية “أمر غير متصور”.

وكان عدد من الاطباء والطلبة وأولياء الامور بين قتلى الهجوم على فندق شامو يوم الخميس وهو الاسوأ في الدولة التي تعمها الفوضى الواقعة في منطقة القرن الافريقي منذ خمسة أشهر.

وحامت الشبهات على الفور حول حركة الشباب التي تقاتل الحكومة الصومالية التي يدعمها الغرب لتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الاسلامية في البلاد.

وقال شيخ على محمود راجي المتحدث باسم الشباب للصحفيين ” نعلن أن الشباب لم تدبر ذلك الانفجار .. ونعتقد انه مؤامرة من الحكومة نفسها. ليس من طبيعة الشباب أن تستهدف الابرياء.”

وصرح راجي بأنه ظهرت منذ وقت طويل خلافات سياسية عميقة بين مسؤولين كبار في حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد الهشة التي تسيطر على مناطق محدودة من العاصمة مقديشو.

واضاف قوله “كما تعلمون هناك صراع على السلطة… ويجري هذا منذ وقت طويل.”

وقال راجي “نحن نعلم ان بعض من يسمون مسؤولين حكوميين تركوا ساحة الانفجار قبل دقائق من الهجوم. ولهذا فمن الواضح انهم مسؤولون عن القتل.”

وتقول وكالات أمن غربية ان الصومال أصبح ملاذا امنا لمتشددين من بينهم “جهاديون” أجانب يستخدمون البلاد لتدبير هجمات في المنطقة الفقيرة وما ورائها.

وصرح مبعوث الامم المتحدة الخاص أحمدو ولد عبد الله بأن المتمردين وراء معظم أعمال العنف الكبيرة التي عانت منها البلاد.

وقال لرويترز خلال اتصال هاتفي من العاصمة اليابانية طوكيو “أعتقد انه أمر غير متصور الايحاء الان بأن من يقف وراء هذا القتل ليس نفس الجماعة التي قتلت وزير الامن ونفس الجماعة التي هاجمت قوات حفظ السلام والتي رجمت نساء وأطفالا حتى الموت.”

وتقول واشنطن ان حركة الشباب وهي جماعة التمرد الصومالية الوحيدة التي شنت هجمات انتحارية في الماضي تعمل نيابة عن تنظيم القاعدة في الصومال.

وقال كمال ضاهر وهو محلل سياسي صومالي مقيم في نيروبي ان نفي الشباب جاء متأخرا جدا.

وقال ضاهر لرويترز “اعتقد أن قادة الشباب ظلوا مجتمعين لساعات بعد الانفجار لصياغة ما سيفعلونه… نحن جميعا مقتنعون بأن طبيعة التفجير والتكتيكات المستخدمة مشابهة لتلك المستخدمة في الهجمات السابقة للجماعة.”

وأضاف “أدركوا أنه (التفجير) سيؤدي الى انقلاب الجمهور عليهم ومن ثم أنكروا مسؤوليتهم للحفاظ على التأييد القليل الذي يتمتعون به.”

وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن هجوم بلدوين في يونيو حزيران الذي قتل فيه وزير الامن و30 شخصا على الاقل. كما شنت الحركة هجومين انتحاريين على القاعدة العسكرية الرئيسية التابعة للاتحاد الافريقي في مقديشو في سبتمبر أيلول وقتلت 17 جنديا من قوات حفظ السلام بينهم نائب قائد القوة.

وقال شهود ومسؤولون ان انتحاريا متخفيا في ملابس امرأة منتقبة شن هجوم الخميس.

وقال صحفي من رويترز في فندق شامو ان الفندق كان مكتظا بخريجي جامعة بنادر وعائلاتهم ومسؤولين عندما وقع الانفجار القوى. وأضاف “تناثرت أشلاء الجثث في كل مكان.”

وقال شهود يوم الخميس ان المهاجم دخل الحفل متخفيا في ملابس امرأة منتقبة وجلس منصتا للكلمات لبعض الوقت قبل ان يقترب من المنصة ويفجر نفسه. واطلعت الشرطة فيما بعد الصحفيين على صور للجثة المشوهة.

وكانت حكومة أحمد تعد في الاسابيع القليلة الماضية لهجوم جديد على المتمردين ومن المؤكد فيما يبدو أن تزيد مذبحة الخميس من احباطها بسبب تأخر الوفاء بتعهدات بتقديم دعم مالي وعسكري من مانحين غربيين.

وتسببت المعارك في مقتل ما لا يقل عن 19 ألف صومالي منذ بداية عام 2007 وطرد 1.5 مليون نسمة من ديارهم. وامتدت الفوضى ايضا الى المناطق البحرية قبالة السواحل حيث يقوم قراصنة صوماليون مسلحون بأعمال قرصنة للسفن حصلوا من خلالها على فدى بعشرات الملايين من الدولارات.

وندد رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شرماركي بهجوم يوم الخميس ووصفه بأنه “عمل خسيس” ولكنه قال انه لن يردع الحكومة على محاربة المتمردين.

وقال “فقدان وزراء من حكومتنا كارثي ولكن استهداف خريجين من طلبة الطب واستهداف هؤلاء الذين يعد هدفهم الوحيد في الحياة هو مساعدة الاشد احتياجا في بلدنا الممزق أمر مشين.”

وفي نيويورك أصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاجماع بيانا يدين ما قال انه “هجوم ارهابي على أناس كرسوا أنفسهم لبناء مستقبل يعمه السلم والاستقرار والرخاء لشعب الصومال.”

وقالت مهمة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي ان مفجرا انتحاريا نفذ التفجير. وأضافت قولها في بيان “يهدف هذا العمل الجبان وغير الانساني لعرقلة عملية السلام ولن يقلل عزم وتصميم الاتحاد الافريقي على دعم شعب الصومال في سعيه للسلام والمصالحة.”

وقال الرئيس الصومالي للصحفيين ان المسؤولين في حكومته غير خائفين. واضاف “لا أحد يستطيع ترويعنا أو تغيير ارائنا… ندعو الصوماليين جميعا لمحاربة أعدائهم حتى النهاية.”

وندد بيان مشترك للاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والولايات المتحدة بهذا الهجوم “الوحشي” على “صوماليين شبان في مقتبل العمر كانوا يحتفلون بحدث مشهود في بداية حياتهم العملية.”

وقالت مصادر في شرطة مكافحة الارهاب في كينيا يوم الخميس انها اعتقلت تسعة أعضاء في جماعة حزب الاسلام الصومالية المتمردة بالقرب من جزيرة لامو السياحية.

Exit mobile version