– ترى ما هي مؤشرات الفقر لدى النساء؟.. وهل المرأة الفقيرة بالضرورة تلك التي تخلو ذراعاها من المصوغات والحلي الذهبية.. أم تلك التي لا تقود سيارة فارهة ولا تمتلك منزلاً فخماً ولا يتسنى لها ارتياد بيوتات الأزياء العالمية ومراكز التجميل الشهيرة.؟
أم هي تلك التي لا تستطيع الطيران حول العالم.. وليست لديها وظيفة مرموقة.. ولا تنتمي إلى أسرة عريقة.؟
– أعتقد أن هناك امرأة أشد فقراً من كل اللائي لا يتمتعن بتلك المزايا.. إنها المرأة الفقيرة العاطفة، الاحترام والأمان.. المعدمة من رجل يمنحها الثقة في ذاتها ويبسط عليها وصايته ويدعمها معنوياً ويخصها بالرعاية والاهتمام والحنان.
– والحقيقة الأزلية التي تؤكد أن النساء يبقى شغلهن الشاغل هو الرجل وفقاً للفطرة الإنسانية.. تؤكد بالمقابل أن المرأة كائن عاطفي لا يحتمل أنصاف الحلول العاطفية.. ويظل الرجل يسري في دم المرأة ويقف وراء كل تفاصيل حياتها حتى وإن لم تتعمد هي ذلك.. ومهما اختلفت مستويات الثقافة والبيئة الاجتماعية والدرجات العلمية ومقاييس الجمال الداخلي والخارجي، تظل الواحدة منّا في بحث دائم ودءوب عن رجل يتوافق معها فكرياً وكيميائياً وعاطفياً.. وهو من يسمى بالنصف الآخر.!
– وإن قدر لها أن تجد ذلك النصف الضائع، فقد تبلغ بذلك قمة السعادة أو الاستقرار, أو قد يكون هو النصف الخطأ. حيث تبدأ سلسلة من الأزمات الداخلية والخلافات الخارجية والحسرة تحيل الحياة إلى معركة غير معلنة من عدم الرضا والارتياح والسكن.
– والرجل المعني بمنح المرأة الإحساس المطلق بالغنى.. ليس بالضرورة زوجها.. فالأمر يمتد ليشمل والدها وأخيها والعديد من الرجال في حياتها بمن فيهم معلمها ورئيسها في العمل.. فهي بطبعها تحترم الرجال أصحاب السلطة والمسؤولية في حياتها وتتوقع منهم الكثير, لهذا نجدها تشعر بالإحباط والحزن المرير حالما لم يكن أحدهم في مستوى طموحها الرجالي.
ولأنها تمر بمراحل متعددة في حياتها وفقاً لدورة الحياة الطبيعية ولا تخلو مرحلة من وجود رجل ما.. نجدها تحمل آثارهم المتراكمة عبر تلك المراحل داخلها لتكون مفهومها الأخير حول الرجولة.. لهذا تجد بعض النساء يحترمن الرجال بشكل مطلق ويؤمن بوجودهم العامر بالخير في حياتهن, بينما أخريات ساخطات على جنس الرجال ولا يرين فيهم أكثر من كائنات بغيضة مرغمات على معاشرتهم.! – كل ذلك ببساطة لأن الواحدة منهن تعرضت في حياتها لفئة سالبة من الرجال لا تفهم معنى الرجولة الحقيقي.
– فلا يجوز للأب أن يعمد لكسب احترام ابنته بالقسوة والجفاء.. ولا يجوز للأخ أن يرث ذلك الجبروت من والده ويلعب دائماً دور الواعظ وهو أبعد ما يكون عن الإرشاد بحيث تكون الابنة أو الأخت دائماً في موضع اتهام يستوجب التقويم بالشدة والحزم وليست لها قيمة تذكر!.. وذلك بالضرورة يكسبها انكساراً وإحساساً بإعدام الثقة والحنق على الرجال يلازمها لاحقاً إلى بيتها مكوناً صورةً ذهنية قاتمة قد لا يفلح زوجها الطيب في محوها ما لم يكن صورة طبق الأصل من أبيها وأخيها لا قدر الله، فتظل الفتاة تدور في دوامة من الفقر العاطفي يسلمها في كثير من الأحيان للحزن الدائم واليأس الكبير مالم يخرج بها إلى وهاد الخيانة والخطيئة بحثاً عن بعض الحنان والاهتمام والتقييم.
– إن كيدهن عظيم.. ولا طاقة تعادل رغبة المرأة في التمرد.. وليعلم جميع الرجال أن للنساء عيوناً غير عيونهم ترى أبعاداً غير التي يرونها, وتنظر للحياة بمنظار غير ذلك الجامد المعتم الذي ينظرون من خلاله.. وتتوق تلك العيون للون الزهري وتنهمر دموعهن لأتفه الأسباب التي تمس شغاف قلوبهن..ويا لرهافة قلوبنا وشغافها.. ويا لهؤلاء الرجال.
– تلويح:
المرأة الغنية.. هي تلك التي منحها الله رجلا لم تغيره الأيام.!
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي