رغماً عن الحالة الاقتصادية الصعبة! ورغماً عن تراجع الجنيه أمام الدولار للدرجة التي جعلته قزماً يقف أمام عملاق مفتول الشاربين!! ورغماً عن الاعترافات المتأخرة لبعض المسؤولين أن السودانيين يعانون من الجوع، صحيح لم يقولوا كل الحقيقة- كما فعل دكتور غنذور- وقال «بعض» السودانيين والواقع أنه كثير من السودانيين يعانون الجوع، صحيح الجوع نفسه نسبي لكن الحقيقة المرة أن كثيراً من البيوت ينوم أطفالها ببطون خاوية، وهو ليس حديثاً مرسلاً إذ أن احصائيات علمية مؤكدة أكدت ارتفاع نسبة الفقر بين السودانيين، رغماً عن كل ذلك ما زالت الحكومة تمارس «ترفاً» يدخل النار في انفاق حكومي باذخ، وكل ما يمارس حتى الآن على مستوى الاحتفالات والاجتماعات «يديك إحساس» بأننا في واحدة من دول النفط الغنية التي يرتفع فيها دخل الفرد حتى أعلى رأسه، ويمنح من الحوافز والاكراميات ما يجعلنا أمامه شعباً منكوباً وعايش كيف- الله أعلم- وليس هناك أصدق تعبيراً من النكتة التي تقول.. إن اماراتياً قال لسوداني أنا راتبي عشرين ألف درهم، ولي بدل سكن اربعون ألف درهم، ولي بدل عربية مائة ألف درهم، ثم سأل السوداني وكم راتبك فقال له السوداني راتبي خمسمائة جنيه، فسأله مجدداً هادول بدل ايش؟؟ فأجابه المسكين بدل ما اشحد، ورغم أن ثلاثة أرباع الشعب السوداني قرب يشحد مازالت قوائم الحج الإكرامية تتجه إلى الأراضي المقدسة على حساب الدولة، وكدي أحسبوا كم مؤسسة حكومية سفرَّت موظفيها الكبار بزوجاتهم كمان في الحج الإكرامي، والمشكلة أنه لو أول مرة مالو وبعضهم أصبح الحج بالنسبة له مظهراً اجتماعياً و«قَشرة»، لذلك يقاتل من أجل أن يسافر ملح وبصراحة حج الملح ده ماشي وللا ما ماشي؟ سؤال انتظر إجابة عليه!!
في كل الأحوال ما تقوله الحكومة حاجة وما تمارسه حاجة تانية خالص، والمواطن يتحمل عبء الأزمة الاقتصادية في أكله وعيشته ومعيشته.. وغيره امورو ماشة باسطة وكأنه لابس عقال!!
٭ كلمة عزيزة
حملت الأنباء أمس خبراً عن الاتجاه لزيادة أسعار تذاكر البصات التي تربط بين مصر والسودان عبر الطريق البري الجديد، والمضحك أن الطريق ما زال جديداً بورقته، ولم يهنأ المواطنون بجني ثماره على الصعيد الشخصي أو الاقتصادي، ليتفاجأوا بالتلويح بزيادة أسعار التذاكر قبل ما يصبح عليها صباح.. يا جماعة ده كتير والطمع بلغ حده، والجشع أصبح وباء يسكن المريضين به اتقوا الله!!
٭ كلمة أعز
شكراً لكل المعلمين الذين اتصلوا عليّ أمس أشكرهم على الكلمات الرائعات في حقي، وأشكرهم أن فهموا قصدي ونواياي، وهم عندي مكان الحاجب الذي لا تعلو عليه العين، لكن قدرهم أن البعض وبتصرفات رعناء يريد أن يشوه الصورة الجميلة التي رسمناها لمن كادوا أن يكونوا رسلاً تمشي بيننا!!
عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]