بعض الناس يعتقدون أن إبداء مشاعر الغضب إهدار للكرامة، وبالتالى يكبتون هذه المشاعر بداخلهم ولايظهرونها، مما يجعلهم عرضة للكثير من الأمراض، حيث توصل باحثون سويديون أن كتم الغضب يضاعف مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية لدى من يتغاضون عن الظلم الذي يلحق بهم في العمل.
وأشار الباحثون إلى أن الغضب يسبب ارتفاع ضغط الدم والحاق الضرر بالأوعية القلبية.
وأوضح الباحثون أن احتمالات إصابة الأشخاص الذين يتفادون المواجهة ويتكيفون مع المشاكل بأمراض قلبية أو الوفاة بسبب أزمات قلبية هي ضعف النسبة لدى الأشخاص الذي يواجهون المشاكل في العمل ويتصدون لها، بينما ينخفض هذا الاحتمال إذا عانى الشخص من الصداع أو الآلام المعوية أو المزاج السيء في المنزل.
كما أكدت دراسة أمريكية أن الغضب أكثر فائدة للصحة من الخوف، فقد تبين أن الأشخاص الذين يستجيبون للأوضاع المتوترة ويظهرون الغضب على وجوههم يكونون أقل عرضة لأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، او ازدياد افراز هرمون التوتر، من الاشخاص الذين يظهر الخوف على وجوههم.
وأكدت جنيفر ليرنر الأستاذة المساعدة في جامعة كارنيجي ـ ميلون التي أشرفت على الدراسة التي نشرت في مجلة “بايولوجيكل سايكتري”، أن الغضب ليس أمراً سيئاً وأنه يمكن أن يصبح عاملاً للتكيّف.
وجاءت نتائج هذه الدراسة من خلال تجارب أجريت على 92 شخصاً تم تسجيل حركة عضلات الوجه لديهم بعد تعريضهم لحالات من التوتر، ورصد القائمون على الدراسة تغيرات الوجه هذه باستجابات أجهزة الجسم للتوتر وتأثيراته على الجهاز العصبي.
الغضب يحافظ على حياة الإنسان
أفادت دراسة بريطانية بأن الغضب شعور إنساني أصيل لا يمكن التخلص منه نهائياً نظراً لارتباطه بحفاظ الإنسان على حياته.
وأضافت دراسة أجرتها المؤسسة البريطانية للصحة العقلية، أن الغضب الزائد يمكن أن يتسبب في مشكلات كبيرة للغاضبين والغاضبات، مشيرة إلى أن مستويات الغضب في بريطانيا تتزايد بشكل يثير القلق وأن ثلثي من شاركوا في هذه الدراسة التي حملت اسم نقطة الغليان قالوا إنهم يشعرون بازدياد غضبهم يوماً بعد يوم.
ومن جانبه، أوضح اندرو ماكولك رئيس المؤسسة، أن الغضب يمكن أن يتسبب في مشكلات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بجدية، فإذا كان الغضب خارجاً عن حدود المنطق يؤدي ذلك إلى مشكلات جسدية وشعورية كأمراض في القلب وتفكك العلاقات وإلى ارتكاب الجرائم ومن الطبيعي أن يؤثر في السلوك الإنساني، مضيفاً أن الشباب على وجه التحديد هم الأكثر تأثراً بهذه الموجة الغاضبة.
وخلصت الدراسة إلي أن الغضب وهو مساحة من المشاعر الإنسانية الأساسية لم تخضع لما يكفي من الدراسة وهو ليس مرضاً عقلياً مستقلاً بذاته، إلا أن وسائل العلاج المعتادة في بعض الأمراض النفسية يمكن أن تفيد في علاج حالات الغضب الخارجة عن السيطرة.
ويجعلك تفكر بطريقة منطقية
وقد ذكرت دراسة حديثة أن القرارات التي يتخذها الإنسان تحت تأثير الغضب لا تكون نتائجها دائماً سيئة بل إن هذه الحالة قد تجعله يفكر بطريقة تحليلية وعقلانية سليمة.
وأشارت الباحثاتان ولسي مونز ودايان ماكي من جامعة كاليفورنيا، إلى أن الإنسان الذي يمر بحالة من الغضب قد يفكر بشكل تحليلي ومنطقي أكثر من غيره.
ومن خلال هذه الدراسة تم اقناع عدد من طلاب الكليات الأمريكية بتبني مواقف أو أفكار لا تتوافق مع ميولهم أو قناعاتهم لمعرفة رد فعلهم في ظروف مختلفة، تبين أنه بعد أن احتدم النقاش في بعض المواضيع المثيرة للجدل فإن المجموعة التي غضبت قدمت أفكاراً وحلولاً منطقية للكثير من القضايا التي كانت محور البحث على عكس المجموعة الأخرى التي ظلت هادئة أو شاركت بشكل جزئي في النقاش.
دراسات متناقضة
الغضب قد يصيبك بالذبحة الصدرية
أفاد باحثون بأن الغضب قد يؤدي إلى ارتفاع الأدرينالين التي يتسبب في حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المرض، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسة لتصلب الشرايين.
وأوضحت الدراسة أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام أي أثناء هضم الطعام فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك، وهي بالطبع طاقة ضائعة.
ويسبب اضطرابات الغدة الدرقية
أكدت جمعية الاخصائيين في الأمراض الباطنة في ألمانيا أن حالة العصبية وتقلب المزاج وانخفاض الوزن تؤدي إلى إفراط في نشاط الغدة الدرقية.
وأوضحت الجمعية أنه من الأعراض الأخرى للإفراط في نشاط الغدة الدرقية اضطرابات النوم وتصبب العرق بصورة تفوق المعتاد وتزايد ضربات القلب.
وهناك أعراض أخرى لا تكون بنفس الوضوح ومن بينها الشعور برعشة والإسهال وإضطرابات العادة الشهرية عند النساء أو تساقط الشعر، والمسنون لا تظهر عليهم الاعراض عادة بنفس الحدة ولكنهم أكثر عرضة للشعور بالإجهاد والانسداد المعوي وجفاف الجلد.
ويقول أوتو ألبريشت مولر، عضو الجمعية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية: إنه نظرا لأن الأعراض العقلية تكون واضحة على مريض الغدة الدرقية فإنه يعالج في كثير من الأحيان خطأ بأدوية الأمراض النفسية.
وأضاف مولر أن الناس يمكنهم بصفة عامة أن يتجنبوا اضطرابات الغدة الدرقية بالتأكد من أنهم تناولوا قدرا كافيا من اليود في طفولتهم وشبابهم والملح المضاف إليه اليود وأسماك المياه المالحة من المصادر الجيدة لليود.
ويؤثر بشكل سلبي على الرئتين
كما أكدت دراسة حديثة أن الغضب قد يؤثر بشكل سلبى على الرئتين.
وأشارت الدراسة إلى أنه يوجد علاقة بين الشعور بالعدائية وحالة الغضب، فالأشخاص الذين لديهم قدرا أكبر من العدائية يعانون من ضعف فى وظائف الرئتين، مقارنة بأصحاب الطباع الهادئة.
وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون فى كلية الطب بجامعة سانت لويس، إلى أن الناس الذين يكتموا غيظهم يعانون على الأغلب من الصداع المزمن.
المصدر :محيط