نفت السعودية أن تكون قواتها العسكرية، التي تخوض معارك ضد متسللين حوثيين في الحدود الجنوبية، أن تكون قد تعدت حدودها باتجاه اليمن، رداً على ما تناقلته بعض وسائل الاعلام ووصفته بالأكذوبة، و اعتبرته “تلفيقاً اعتادته تلك الوسائل الإعلامية”.
وقالت السعودية أن تلك الأخبار ” صيغت كي تخدم أطرافا معادية للمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية على حد سواء”.
وجاء في الحديث، الذي نقل على لسان “مصدر مسؤول”، ونشر عبر وكالة الانباء السعودية ما يلي: ” ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود زحف عسكري سعودي كثيف من جميع المحاور باتجاه الجمهورية اليمنية، صرح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة بأن ما تم تناوله من أنباء هو “أكذوبة من التلفيقات الإعلامية التي اعتدناها، والتي تتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلامي، كما أنها صيغت كي تخدم أطرافا معادية للمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية على حد سواء”.
وأوضح المصدر بأن توجيهات القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة وصريحة وهي طرد كافة المتسللين المعتدين على كل شبر في المناطق التي دنسوها في بلادنا دون المساس أو التعدي على أراضي الجمهورية اليمنية الشقيقة بمتر واحد”.
وأضاف المصدر المسئول قائلا: ” الأشقاء في الجمهورية اليمنية يعلمون ذلك جيدا وهذا ما تحرص وتؤكد عليه قيادتنا في هذه البلاد الطاهرة بعدم التعدي على أراضي الغير، لا سيما وأن أمن الجمهورية اليمنية الشقيقة وسيادتها جزء لا يتجزأ من أمن وسيادة المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية”.
وختم المصدر حديثه بالقول: ” لذا فإننا نهيب بكافة وسائل الإعلام التثبت مما يتناقلوه من أخبار وتقارير حرصا على مصداقيتهم ونقل الحقيقة والواقع كما هو “.
و نفى مصدرا رسميا يمنيا شن أي عملية مما يدعيها الحوثيين . وقال إن “هذه ادعاءات وأكاذيب اعتاد المتمردون على ترديدها لتوسيع دائرة الصراع وإعطاء أنفسهم حجما اكبر مما يتمتعون به”.
من جهة أخرى، تواصل القوات السعودية قصفها وتطويقها للحوثيين مشددة الحصار عليهم حيث شنت عملية عسكرية شاملة برا وجوا ضدهم داخل حدود المملكة الجنوبية لأول مرة منذ بدء العمليات منذ نحو أسبوعين.
يشار إلى أن السلطات السعودية اخلت خلال الفترة الماضية جميع القرى الواقعة على الحدود السعودية اليمنية، واشترطت الرياض عودة الحوثيين إلى داخل الأراضي اليمنية بعمق نحو عشرة كيلومترات كي توقف إطلاق النار.
إحياء عملية السلام
من جهة أخرى، وصل إلى جدة – غرب السعودية- مساء الثلاثاء 24-11-2009 رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو في زيارة من المتوقع أن تستمر يوماً واحدا، يبحث فيها مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز عدة قضايا محورية، ياتي في مقدمتها إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأقام الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بجدة مأدبة عشاء لرئيس وزراء أسبانيا والوفد المرافق له، حضرها عدد من المسئولين السعوديين يأتي في مقدمتهم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز، وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية و الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة.
يذكر أن المملكة العربية السعودية وخلال أقل من أسبوع كانت محطة مهمة لعدد من أبرز القيادات الأوروبية، حيث بدأها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ثم رئيس الوزراء الإيطالي، وهو ما ييؤكد، وفق متابعين، الثقل السياسي الكبير للمملكة ودورها الحيوي في المساهمة في تفعيل عملية السلام .
ومن المتوقع أن يبحث البلدان الكثير من الملفات الاقتصادية أيضاً والعديد من سبل التعاون المشترك بين البلدين في ضوء العلاقات القوية والاتفاقيات التي وقعت أخيراً بينهما في مناسبات مختلفة وعلى مستويات عليا.
يُذكر أن آخر زيارة للعاهل السعودي إلى اسبانيا كانت قبل عامين تقريباً ضمن جولة أوروبية وعربية شملت عدة دول أوروبية مثل فرنسا وبولندا. فيما تتسم العلاقات السعودية الإسبانية بتطور كبير في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأكاديمية..
وكانت آخر زيارة للعاهل الإسباني للمملكة في شهر نيسان (أبريل) 2006 يرافقه عدد من رجال الأعمال الإسبان، وتم فيها توقيع مذكرة التفاهم بشأن المشاورات الثنائية السياسية بين وزارة الخارجية في المملكة ووزارة الخارجية في اسبانيا. كما جرى توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين المملكة وإسبانيا.
رؤية مشتركة
وقال وقتها العاهل الإسباني “إن السعودية وإسبانيا جميعاً في الطليعة في الحرب ضد الإرهاب”. إن الخطوات الاقتصادية التي اتخذها الملك عبدالله بن عبدالعزيز مهدت الطريق لإيجاد مناخ من التفاؤل والثقة، وإيجاد آفاق جديدة للقطاع الخاص لجيل الشباب وللنساء كان بمثابة فاتحة جديدة لهم في البلاد. وتعتبر مدينة الملك عبدالله الاقتصادية خير مثال على ذلك وستكون بمثابة محرك نمو في المملكة العربية السعودية.
كما كانت إسبانيا من أكثر الدول حماساً لتبني مقترح المملكة بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، كما نفى وزير الدفاع الاسباني أثناء زيارته المملكة في شهر يوليو 2005 وجود أي علاقة بين الإسلام والإرهاب، قائلاً: إنه من الجهل المطلق ربط الإسلام و الإرهاب، مؤكداً أن الدين يدعونا لأن نكون أصلاً، وأن الدينين الإسلامي والمسيحي يدعوان إلى الأخوة وليس إلى الموت، ووصف الوزير العلاقات بين المملكة وإسبانيا بأنها متينة وقوية وقديمة.
وفي المجال الاقتصادي سبق وأن أعلن عن إنشاء صندوق ثنائي بين المملكة وإسبانيا بحوالي خمسة مليارات دولار، وهو مكوّن من عدد من رجال الأعمال في البلدين، ويعبر عن الثقة التي حصلت عليها الشركات من نمو العلاقات بين المملكة وإسبانيا.
وعلى صعيد الاتفاقات هناك اتفاقية تعاون في اﻟﻤﺠال الثقافي تم توقيعها عام ١٤٠٤هـ تشمل التعاون في مجالات التعليم العالي والبحوث وتعليم اللغات وتشجيع التعاون بين الجامعات. كما هناك اتفاقية للتعاون في اﻟﻤﺠال الجوى تم توقيعها عام ١٤٠٨هـ. ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات الثنائية السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين تم توقيعها في الرياض عام ٢٠٠٦، وهي واحدة من أهم الاتفاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وكذلك اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين المملكة وإسبانيا تهدف لتشجيع وحماية استثمار مواطني الدولتين في الدولة الأخرى واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين المملكة وإسبانيا في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال ولمنع التهرب الضريبي. ومذكرة للتفاهم في اﻟﻤﺠالات الصحية بين وزارة الصحة في المملكة ووزارة الصحة والاستهلاك في اسبانيا، بالإضافة لبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة ووزارة الصناعة والسياحة والتجارة بإسبانيا.
إسبانيا و مبادرة الملك
وسبق للسفير الإسباني مانويل البرت أن وصف العلاقة بين البلدين بأنها “يمكن أن تكون جسراً بين الشرق الأوسط وأوروبا”، وذلك على هامش استضافة العاصمة الاسبانية مدريد للمؤتمر العالمي لحوار الأديان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
فيما قال الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إن اختيار مدريد يأتي لما تتمتع به من إرث تاريخي بين أتباع الرسالات الإلهية شهد تعايشاً وازدهاراً أسهما في تطور الحضارة الإنسانية، وبذلك تكتمل الصورة لبناء جسر بين الشرق والغرب”.
كما سبق لولي العهد السعودي الأمير سلطان أن وقّع مذكرة تفاهم بين بلده وبين إسبانيا حول التعاون الدفاعي، فيما صرح وزير المالية إبراهيم العساف بأن “إسبانيا قدّمت دعمها الكامل للاتفاق الذي وقع بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي حول إنشاء منطقة تجارة حرة بين الجانبين”. فيما وقع و زير التعليم العالي عدة اتفاقات مع جامعات إسبانية تهدف الاتفاقات إلى تطوير العلاقة بين البلدين الصديقين في ما يتعلق بزيادة عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى اسبانيا فيما ترتبط العديد من الجامعات السعودية حالياً باتفاقات تعاون على مستويات مختلفة مع الجامعات الاسبانية.
العربية نت