هل بات التنظيم الدولي للجهاد الإسلامي يشهد تصدعات حقيقية أم أن ما تتناوله وسائل الإعلام الدولية نوع من الحرب النفسية التي تشنها أجهزة المخابرات الغربية ضد تنظيمات الجهاديين، قد لا تبدو الإجابة سهلة عن هذا السؤال، ولكن المشهد في حالة تحول وسيولة كبيرة، والعلاقة بين تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري وتنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ (داعش)، الذي يتزعمه أبوبكر البغدادي لا يمكن وصفها بالعلاقة الطبيعية، فداعش التي يفترض أن تشكل الامتداد الطبيعي للقاعدة لا تدين للتنظيم الدولي بالولاء، ووسائل الإعلام الدولية التي ترصد توتراً ملاحظاً في العلاقة تستشهد بإعلان أيمن الظواهري مؤخراً عن تأسيس فرع جديد للقاعدة في شبة القارة الهندية، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام الدولية نوعاً من التنافس بين التنظيمين في ظل تمدد تنظيم داعش وسيطرة على الظهور الإعلامي من خلال العمليات التي يقوم بها في العراق والشام، وذبح الصحافيين الأمريكيين، مما أكسبه حضورا إعلاميا طغى على التنظيم الأكبر، كما أن تنظيم القاعدة بات يخشى على من فقدان القدرة على استقطاب الشباب للانخراط في التنظيم بعد أن نجح داعش في تجنيد الكثير من الشباب، خصوصا من أوروبا للعمل في العراق وسوريا.
وثمة ملاحظة أخرى يمكن الاستدلال بها على حالة التنافس الحاد بين التنظيمين، فرسالة الظواهري الخاصة بالقاعدة فرع الهند فحواها أن التنظيم بات دوليا، فهذه المنطقة فقط هي التي كانت تنقص التنظيم ليؤكد انتشاره الجغرافي في مناطق العالم، والهدف من ذلك أن يقول الظواهري إن تنظيم داعش تنظيم محلي ينحصر نشاطه في العراق وسوريا، بينما التنظيم العالمي هو القاعدة.
موقع دوتش فيلا الإخباري الألماني طرح السؤال حول جدوى رسالة الظواهري ما إذا كانت جزءاً من الصراع والتنافس بين القاعدة وداعش، واستطلع الموقع آراء عدد من الخبراء أكدوا التنافس، ومن بينهم الدكتور غيدو شتاينبيرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط من المعهد الألماني للدراسات الأمنية والدولية الذي قال إن تلك الرسالة “تأتي في إطار المنافسة بينه وبين (تنظيم الدولة الإسلامية) في سوريا والعراق”. رأي يشاطره فيه آجيت كومار سينغ، من معهد (إدارة النزاعات) البحثي في العاصمة الهندية نيودلهي، الذي يقول: “إنها مجرد دعاية تدل على اليأس الذي تملك القاعدة بعد أن باتت الدولة الإسلامية تمثل الخطر العالمي الحقيقي إنها معركة نفوذ بين القاعدة والدولة الإسلامية”.
الخلافات بين التنظيمين أعمق بكثير من هذا التنافس على زعامة الجهاد العالمي، فالخلافات بين الظواهري والبغدادي تبدو فكرية ومنهجية وأحيانا شخصية، فقد سبق أن اتهم البغدادي الظواهري بارتكاب مخالفات شرعية.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي