هناك صحف يجب أن تغسل يديكَ إن تصفّحتها وإن لم يكن للسبب نفسه كلّ مرّة. فهنالك واحدة تترك حبرها عليك.. وأخرى أكثر تألُّقًا تنقل عفونتها إليك.
ألأنّ الجرائد تشبه دائمًا أصحابها، تبدو لي جرائدنا وكأنّها تستيقظ كلّ يوم مثلنا، بملامح متعبة وبوجه غير صباحيّ غسلَته على عجل، ونزلَت به إلى الشارع. وهكذا دون أن تكلّف نفسها مشقّة تصفيف شعرها، أو وضع ربطة عنق مناسبة.. أو إغرائنا بابتسامة.
عناوين كبرى.. كثير من الحبر الأسود. كثير من الدم. وقليل من الحياء.
هناك جرائد تبيعكَ نفس صور الصفحة الأولى.. ببدلة جديدة كلّ مرّة.
هنالك جرائد.. تبيعكَ نفس الأكاذيب بطريقة أقلّ ذكاءً
كلّ مرّة.
وهنالك أخرى، تبيعكَ تذكرة للهروب من الوطن.. لا غير.
ولأن ذلك لم يعد ممكنًا، فلأغلق الجريدة إذن.. ولأذهب لغسل يدي.
[/JUSTIFY]
الكاتبة : أحلام مستغانمي