*فليست (استقامة الخلق) هي فقط ما يميز الشيوعيين في بلادنا عن (متحزبين) سواهم..
*فهم يتميزون بالإبداع أيضاً في مجالات الأدب كافة ..
*يتميزون شعراً ونثراً وقصصاً وفكراً وغناء ..
*فما من شيوعي – معروف – قُبض عليه متلبساً بتهمة (الزنا) داخل شقة مفروشة..
*أو أُخضع لاختبار (السكر) وهو يقود سيارته عقب حفل مسائي ..
*أو تهامس الناس عن (فساده) بما رأوا من دراهم أبت إلا أن تطل برأسها..
*ولكن الشيوعيين تجدهم حاضرين بشدة عند الحديث عن الإبداع..
*فرائعة عمر الدوش (بناديها) – مثلاً- مازال يتقاصر دونها الشعر السياسي الرمزي لدى (الآخرين) كافة..
*وكذلك درة شاعر الشعب محجوب شريف (وطنا) ..
*وأيضاً تحفة محمد الحسن سالم حميد (نوره)..
*ومن المطربين تجد وردي وعركي ومصطفى سيد احمد..
*وفي دنيا الأدب والفكر والتفلسف هناك وراق والجزولي والخاتم عدلان..
*والتميز الشيوعي – إبداعاً – خلق عقداً نفسية لدى (الآخرين) تجاهه..
*وبدافعٍ من العقد هذه تستشف محاكاة (لا شعورية) فاشلة – لأدب الشيوعيين – من تلقاء نفر من الآخرين هؤلاء ..
*محاكاة لا تمس شغاف القلوب …
*فالتقليد لا يكون مثل الأصل أبداً وإن جُودت صنعته..
*وتشويهاً عظيماً ألحقه المقلدون – من مطربي زماننا هذا – بأغاني الحقيبة والكاشف وزيدان وعثمان حسين..
*والإبداع الشيوعي ينعكس حتى على مجال السياسة ؛ تواضعاً وزهداً واندياحاً وعاطفة جياشة تجاه الناس..
*وكاتب هذه السطور عاجزٌ – إلى الآن – عن تصديق ما يُنسب للشيوعيين من أحداث بيت الضيافة..
*فنميري كان تحت (رحمة) هاشم العطا لأيام ثلاثة – بالقصر الجمهوري- ولم يصبه خدشٌ حتى بعد ثبوت تهاوي الانقلاب..
*وما هو بشيوعي – صاحب هذه الزاوية – ولكن (الحق) يجب أن يُقال ولو كان مؤلماً..
*وبمثل ما نشيد بـ(أخلاق السياسة) لدى الغربيين نشيد بأخلاق (بني جلدتنا) الشيوعيين كذلك..
*وندعو – من ثم – إلى الاقتداء بهم فيما هو دون (الذي) يُثير مشاعر السواد الأعظم من السودانيين ..
*وحتى في الجانب هذا أتمنى لو شاهد بعض ناعتي الشيوعيين بالكفر (الحاج) وهو يصلي..
*فالحاج وراق هذا لم نره يصلي إلا صلاة مودع…
*ثم عند الدعاء تكاد اليدان أن تتجاوزا سرايات (بعضهم) طولا ..
*وكأني بأحد أشهر الذين (يضمرون) إعجاباً خفياً لأدب الشيوعيين – من الآخرين- يبتسم ابتسامة ذات مغزى عند بلوغه الفقرة هذه من كلمتنا..
*ثم يغمغم بكلام يحاول أن يُسقط عنه – لأول مرة – مفرداتٍ شيوعية ذات بعدٍ شعبي..
*أما صديقي حسين خوجلي فيبدو (زي عايز يقول حاجة !!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم