*أحد زملائنا (المهاجرين) يُنسب إليه قوله : مسكين الشباب الأمريكي رغم إن دولتهم هي (الأعظم) قوةً في العالم ..
*أما لماذا هو (مسكين) – الشباب الأمريكي – فهذا ما سنأتي إليه لاحقاً في سياق كلمتنا اليوم ..
*وما نقوله نحن – مجاراةً للمقولة هذه – : مسكين الشباب السوداني رغم إن دولتهم هي (الأعظم) صياحاً بتطبيق عدالة السماء ..
*فالذين اتخذوا قرار (دراسة بفلوس!) – من أهل الإنقاذ – درسوا جميعهم (من غير فلوس) على حساب الدولة ..
*ثم الذين توظفوا عبر لجان الاختيار للخدمة هؤلاء كانوا سبباً – كذلك – في أن لا يتوظف عبر اللجان هذه إلا من كان من أبناء (البدريين) أو (الموالين) أو (المتوالين) أو(التابعين) أو من (تبعهم بإذعان) ..
*أي باختصار ؛ هم الذين سماهم الرئيس (أولاد المصارين البيض!)..
*وأبناء المصارين البيض الحقيقيون – بالمناسبة – هم الآن في زمرة (المساكين) باستثناء الذين انطبقت على آبائهم عبارة محمد نجم الشهيرة (أنا أركب دقن !!) ..
*وليست (الدقن) في حد ذاتها عيباً – إن لم تكن مستحبة دينياً – ولكنها تضحى كذلك حين تصير محض (علامة سياسية!) يُنتفع بها دنيوياً لأغراض (التمكين) ..
*وحيثما تلفت الآن فثم وجهٌ (ملتحٍ!) في الوزارات والمؤسسات والهيئات و(السرايات) والفضائيات ..
*والذي ذكرنا هذا هو السبب الرئيسي – ولا يصح لغوياً أن نقول “الرئيس” – لحالة الضياع التي يعيشها شبابنا اليوم حتى صار (محششاً) إما ، أو(مهججاً) أو(متسكعاً) أو(مُحوتاً!) ..
*وعقب وفاة (الحوت)- أي محمود عبد العزيز – دهشنا نحن لدهشة الوزيرة مشاعر الدولب إزاء ما قالت إنه (ضياع شبابي) بعد أكثر من عشرين عاماً من برنامج (صياغة الإنسان السوداني!)..
*وفضلاً عن ذلك – حسب جمعية القلب – تفشت ظاهرة الذبحة الصدرية بين الشباب بعد تفش للضغط والسكري و(النفسيات!) ..
*ونأتي الآن لمقولة زميلنا التي أشرنا إليها في بداية كلمتنا هذه ونقول إنه وصف شباب أمريكا بالمساكين لافتقارهم لـ(قراصة القمح) و(أغاني الحقيبة) ..
*وشبابنا كذلك – أيها الزميل العزيز- يفتقرون إلى (القراصة) و(الحقيبة) فوق ذلكم الذي ذكرنا كله ..
*فلا (البيتزا) تغني عن لذة القراصة ، ولا أغاني (حرامية القلوب!) تغني عن متعة أغاني الحقيبة..
*فهو شباب مسكين فقد مجانية العلاج والتعليم و(الترحيل) …
*وفقد فرص التوظيف عبر لجان الاختيار للخدمة العامة …
*وفقد (أحزاباً سياسية!) كانت تحتوي (عنفوان) أمثالهم في الماضي …
*وفقد نعمة التهام (قراريص) خاليةً من (سموم الأسمدة المغشوشة!)…
*وفقد متعة (المعايشة الوجدانية) لأغاني وردي وزيدان وعركي والحقيبة…
*ثم ها هو يفقد حتى (القلب!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم