** معاناة الحجاج بالموانئ والمطارات كانت مردها إحتكار سودانير للنقل الجوي و إحتكار باعبود للنقل البحري .. ولهذا طالب الكل بتحرير النقل ، جوا وبحرا ، وفتح السوق للمنافسة التي تجلب الشركات المقتدرة .. وفيما بعد عقدت الهيئة العامة للحج والعمرة ورشتها التي قيمت فيها أداء الموسم وما صاحبته من محاسن ومساوئ ، ثم توصلت في خاتمة الورشة الى حل لأزمة التكدس ، وهو ذات المطالب القديمة : تحرير النقل .. وقدمت الحل في إطار تقريرها العام عبر وزارة الإرشاد والأوقاف الى مجلس الوزراء الذي اطلع على التقرير ووافق عليه ، موافقا بذلك على : تحرير النقل ..!!
** فشرعت الهيئة العامة في تنفيذ هذا التحرير .. وفتحت باب المنافسة عبر الصحف للشركات الجوية والبحرية ، الوطنية منها والعالمية ..فتقدمت ( 5 شركات بحرية ) و ( 8 شركات جوية ) .. وبعد فرز العطاء وإستيفاء الشروط كانت النتيجة كما يلي : .. فازت أدرياتيكا السعودية وسوباط السودانية ونما العالمية المصرية بعطاء النقل البحري ..وفازت صن إير السودانية بعطاء النقل الجوي ..وهكذا إنتهى العطاء والفرز والفوز قبل أسبوعين تقريبا .. الشركات التي فازت بعطاء النقل البحري لا تعليق عليها ، غير أنها استوفت الشروط والمواصفات التي وضعتها الهيئة العامة ، مع الأخذ في الإعتبار بأن سوباط السودانية التزمت بمواعيد حجاجها في الموسم الفائت بلا ضوضاء ، بل ساهمت أيضا في حل أزمة التكدس التي تسببت فيها باخرة باعبود بنقل بعض حجاجها ، وكلها أحداث موثقة.. وبالتأكيد دخول شركتين أجنبيتين بجانب شركة وطنية الى عالم النقل البحري ، ستزيل أسباب التكدس في موانئ الإنتظار.. !!
** ولكن حين تحدق في عطاء النقل الجوي ، تجد أن الشركة الفائزة هي صن إير فقط .. و الشركات الاخرى لم تستوفِ شروط المنافسة ، و هي : بدر ، عزة ، مارسيلاند ، طيران الولايات .. وكلها شركات وطنية .. ولكنها – وفق معايير الهيئة العامة – خرجت من المنافسة التي فازت بعطائها : صن إير ..وهنا ثمة أسئلة تطرح ذاتها ..هل لصن إير أسطول جوي يسع كل حجاج الجو الذي تجاوز عددهم الموسم الفائت ( 23000 حاجا ) ..؟.. وإن كانت شركة سودانير بكل طائراتها القديمة والجديدة تسببت في تكدس الحجاج في مطار جدة في العام الفائت ، فهل صن إير – الناشئة – قادرة على تجاوز أزمة التكدس وإزالة أسبابها ..؟.. تلك أسئلة مهمة ، لأن ترك مهمة النقل الجوي لصن إير فقط ، يثير التوجس ..!!
** وقد يسأل القارئ : لماذا لم تتقدم سودانير لذاك العطاء وتشارك في المنافسة كما الأخريات ..؟.. والإجابة المؤكدة والموثقة في تقارير رسمية تقول في ما معناها : ( سودانير حردانة ) .. نعم سودانير غضبت حين حررت الهيئة العامة للنقل الجوي ، ورفضت العطاء بحجة : أن لها حق إحتكار نقل الحجاج حسب اتفاقيات سابقة موقعة بين الطيران المدنى السودانى والطيران المدني السعودي ، باعتبارها ناقلا وطنيا .. تلك هى حجة سودانير في الاحتكار .. لأنها ناقل وطني .. ونعم بالقانون لاتزال سودانير ناقلا وطنيا ، لأن الحكومة في عقد البيع التزمت لشركة عارف بأن تتمتع سودانير بمزايا الناقل الوطني لمدة ( 5 سنوات ) ..هكذا ينص عقد البيع الذي تبحث عنه لجنة برلمانية منذ نصف عام ، ولم تجده حتى الآن، كما قلت اللجنة الاسبوع الفائت باستياء ..!!
** هكذا الحال .. الهيئة العامة تسعى لتحرير النقل الجوي ، ولكن سودانير تسعى للإحتكار .. والمدهش أن لكل طرف نص قانوني يتكئ عليه .. ولذا يجب تدخل جهة عليا اليوم ، حتى لايتكئ الحاج غدا – كما العهد به دائما – على ..( أرصفة المعاناة ) ..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 23/06/2009 العدد 5744
الاميل :tahersati@hotmail.com