** البيان يؤكد بأن المهندس الذي صمم و شيد المئذنة يتمتع بكفاءة عالية وخبرة ممتازة ، ويؤكد أيضا بأنه صمم المئذنة وشيدها بكل المواصفات الهندسية والعلمية المطلوبة ، ويؤكد بأن قاعدة المئذنة تحتمل ارتفاعا يفوق المائة متر ..هكذا تؤكد الطريقة القادرية ، وكلها تأكيدات غير صائبة وما كان على الطريقة إصدارها ، فالطريقة ليست هي الجهة المناط بها الحديث عن كفاءة المهندس وسلامة المواصفات الهندسية .. كما قلت هي طريقة صوفية قد تعلم الناس بعض أمور دينهم ، ولكنها لاتعلمهم الهندسة والمعمار ، لأنها ليست بكلية هندسة ولا بمجلس هندسي رقابي .. فالصحيح في حدث كهذا هو أن تأتي الطريقة بجهة هندسية تتقصى الحقائق وتكتشف مكمن الخطأ ثم توضح للناس لماذا انهارت مئذنة ارتفاعها ثمانين مترا و هى في مرحلة التشييد ..؟.. تلك الجهة الهندسية هى التي يجب عليها حق إصدار بيان يوضح اسباب انهيار مئذنة ارتفاعها ثمانين مترا ..أي مايعادل عشرين طابقا ..!!
** ثم ما كان عليكم التلميح في بيانكم بأن طائرة عبرت فوق المئذنة قبل انهيارها بأيام ، وشاهدوا بعض الناس ، وظلت تصدر صوتا أثناء تحليقها ، و ..و…و..وغيرها من التلميحات التي باطنها يتهم تحليق طائرة بالتسبب في انهيار المئذنة ..هذا التلميح غريب ، ويفتقر للمنطق .. ولو كان تحليق الطائرات في الأجواء يتسبب في انهيار المآذن لما تبقت مئذنة في مساجد أركويت وبري والصحافة وحي المطار والعمارات وغيرها من أحياء الخرطوم التي تتقاسم مع مطار الخرطوم ضجيج طائراته على مدار اليوم والساعة منذ نصف قرن ونيف .. تلك مآذن بعمر البلد مجاورة لمطار البلد الضاج بكل أنواع الطائرات ، ولم تتصدع إحداها أو تسقط ، فكيف يتسبب تحليق طائرة في انهيار مئذنة لم تكتمل بعد أيام من التحليق ..؟.. لو كانت الطائرة سببا لانهارت المئذنة في ذات اللحظة ، وليس بعد يوم أو أيام من عبورها .. فلماذا تسبق الطريقة العقول الهندسية في التبرير..؟.. علما بأن المهندس المشرف على بناء المئذنة مقيم بدولة الإمارات ، وسيصل اليوم أو غدا الي البلاد ، كما قال بيان المائدة .. كان على الطريقة عدم التبرير حتى يأتي المهندس المقيم بالإمارات ليبرر انهيار مئذنة تحت التشييد بالسودان ..تأمل صديقي القارئ : المهندس المشرف بالإمارات ومشروعه بالسودان ..!!
** والمهم ، ليس ذاك فقط هو حديث اليوم الذي يستدعي الوقوف عنده .. بل قسم الرقابة والضبط ومتابعة النمو العمراني بالخرطوم كشف أيضا منتصف الأسبوع الفائت عن وجود «95 بناية » مخالفة للشروط والمواصفات الهندسيّة ولائحة تنظيم البناء بولاية الخرطوم ..وذلك بزيادة عدد الطوابق للخرط المصدق بها من إدارة المباني ..والحديث هذا جاء على لسان مدير إدارة المباني بالخرطوم ، سنهوري صغيرون ..وذكرا نماذج لمباني مخالفة ، للأسف فيها السكني وفيها مستشفى وفيها التجاري ، أي كلها عامرة بأرواح الناس ، حفظها الله من مخاطر الاهمال والتسيب و..الضعف الملازم للأجهزة الرقابية ، و كما اعترف به المهندس سنهوري .. وقد صدق سنهوري .. ليست هناك أجهزة رقابية قوية تضع الشروط والمواصفات للمباني عند التصديق ، وتراقبها عند التنفيذ .. هي ضعيفة ، وتستقوي فقط عند التسويات.. وأعلم صديقي القارئ ، بأن كل تلك المخالفات ستنتهي في لحظة تسويات مالية .. واليوم الذي يورد فيها أصحابها قيمة المخالفات ، هو اليوم الذي سيخرج فيه سنهوري أو غيره للناس ليخبرهم بأن تلك المباني التي كانت مخالفة للشروط والمواصفات هي أعرق مباني الأرض وأقواها .. هكذا الحال .. بالمال تستطيع أن تدفع المخاطر ، لا عن الناس ، بل ..« على رؤوسهم » …!!
إليكم – الصحافة الاثنين 22/06/2009 العدد 5743
الاميل :tahersati@hotmail.com