برغم استمرار حملات الرش الرذاذي بولاية الخرطوم إلا أن انتشار الإصابة بالإسهالات وأمراض الدوسنتاريا وغيرها مع بقاء جيوش الذباب والبعوض في معسكراتها بمدن وأحياء ولاية الخرطوم يجعلنا نتساءل بإلحاح عن مدى فعالية المبيدات المستخدمة وعن حجم التغطية.. هل المائة عربة رش رذاذي التي تم الإعلان عنها تكفي لتغطية العاصمة..؟
نتساءل لأن المواطنين يشاهدون عملية الرش وهم في طريقهم للمستشفى يحملون أطفالهم المصابين بالإسهالات..!
ونتساءل لأن جيوش الذباب المحتلة لا تزال ترفع التمام في الأحياء والمنازل.. ونتساءل لأن وزارة الصحة الاتحادية أصدرت قبل أيام تصريحات حمَّلت فيها محليات ولاية الخرطوم مسؤولية التردي البيئي وانتشار الإسهالات وأمراض العيون وحذرت من تزايد الإشكالات الصحية المتعلقة بالصحة وارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا لارتفاع كثافة البعوض إلى أكثر مما هو عليه الآن.
ونتساءل لأننا نتذكر أنه وفي بداية هذا العام ٢٠١٤ وقبل كارثة السيول والأمطار كانت وزراة الصحة السودانية قد أكدت ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عن تردي أوضاع صحة البيئة وتلوث الهواء في البلاد، وأقرت أن السودان أصبح في مقدِّمة الدول التي تعاني من التردي البيئي وتحدثت الوزارة عن إشكالات كبيرة في مياه الشرب، خاصة في الخرطوم، ثم أعلنت في ذلك الوقت أن عام ٢٠١٤ سيكون عاماً لصحة البيئة في السودان وليس عاماً لتردي صحة البيئة كما هو الآن.
إننا ننتظر من ولاية الخرطوم تنويراً بالحقائق للرأي العام عن موقف حملات الرش الرذاذي وهل هي حملات ناجحة فعلا، ولو كانت ناجحة بالفعل فلماذا لا يزال الوضع في حاله ولا تزال (الأمجادات) و(الركشات) جيئة وذهاباً تحمل مصابي الإسهالات والملاريا من وإلى عيادات الأطباء ..؟ متى يكتمل تحرير الخرطوم من جيوش الذباب والبعوض..؟
كما ننتظر منهم توضيحاً للمواطنين حول نسب وجود أوبئة وأمراض ناتجة عن تردي الوضع البيئي.. وعن نسبة التقصير في المحليات وأسبابها وما قامت به الجهات المسؤولة في التعامل مع تلك المحليات التي لم تواكب إيقاع الحملة ولم تقم بدورها المطلوب..
كما ننتظر تأكيدات مقنعة من السيد والي الخرطوم بمستوى سلامة مياه الشرب لأن ولاية الخرطوم كانت تقول قبل أيام إنها قد (كلورت) مياه الشرب بشكل كامل لكن التقرير الصادر من وزارة الصحة الاتحادية في وقت سابق يجعل المواطن يتحفظ كثيراً على سلامة (موية الماسورة).
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي