مناسبة هذه الرمية ان الاعلام العالمي اخذ قبل فترة في تناول قضية شراء الاراضي من الدول الفقيرة بعقود ايجار طويلة المدى تصل الى قرن من الزمان، فأزمة الغذاء العالمية التي اجتاحت العالم قبل عامين جعلت الدول الغنية ذات الكثافة السكانية العالية تتجه لشراء الاراضي وزراعتها بدلاً من انتظار ما تجود به أسواق محاصيل الدول الزراعية اذ حدث ان بعض الدول كانت تحمل (قروشها وتكشكش بها ولم تجد من يبيع لها) واكثر الدول شراء للاراضي هي الصين وكوريا الجنوبية ودول الخليج واكثر الدول بيعاً هي السودان ويوغندا وزمبابوي (طبعا سيد موجابي نزعها من البيض وباعها للصفر) ودولاً اخرى كثيرة (بالمناسبة جاء في الاخبار ان حكومة جنوب السودان باعت).
الدول الغربية التي تشن الحملة الآن على عمليات البيع هذه وتصفها بأنها استعمار جديد لم تفعل ذلك حبا في شعوب الدول الفقيرة انما تريد تحجيم القوى الآسيوية، فالدول الغربية لا تعاني من ازمة غذاء لا بل تشكو من تناقص السكان وزيادة الغلة انما الدول الآسيوية هي التي تهددها ازمة الغذاء(تذكروا كيف جن جنون يان كي مون عند الازمة)، فالدول الغربية تريد ان تبقي على الازمة في الدول الآسيوية لأن هذا يعطيعها ميزة تفضلية في الصراع من اجل السيطرة العالمية لذلك تمارس اعلام (المديدة حرقتني).
بالطبع نحن في السودان لا يعنينا الصراع على الساحة الدولية ولا ما يجود به الاعلام الغربي وان كنا نشكر له كشفه للمستور من الامر انما تعنينا اراضينا فقد ورد في الاخبار ان السودان باع بطريقة الايجار طويل الامد اكثر من مليون هكتار(اثنين مليون واربعمائة الف فدان) وانه مازال يعرض المزيد وانه يستهدف خمسة واربعين مليار دولار من عمليات البيع (حتى هذه اللحظة لم اعثر على معلومات موثقة وان كنت رأيت بأم عيني اجانب يزرعون) وقد قلنا من قبل انه لا يحق لاحد التصرف في حقوق الاجيال القادمة وان كان لابد من (الدقندي) هذا فليكن لآجال قصيرة وبشروط شراكة تفيد القاطنين والبلاد، فالارض ثروة لا يمكن تعويضها وأهم من كل هذا نريد شفافية كاملة في الامر من الذي باع؟ ومن الذي اشترى؟ وأين ؟وبأي شروط؟ لا أحد يرفض الاستثمار ولا أحد يرفض العمران ولكن (جدودنا زمان وصونا على الوطن وعلى التراب الغالي الماليو تمن) رحم الله اولاد المأمون..
صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 18 /6/2009)
aalbony@yahoo.com