الخدّوج الني الما بيحمل الهبّة

[ALIGN=CENTER]الخدّوج الني الما بيحمل الهبّة [/ALIGN] في حجوة الغول التي كانت تحكيها لنا حبوبة (بتول)، كان الغول يغني لأسيرته الصغيرة:
الخدّوج الني الما بيحمل الهبّة
طلعنا فوق قوز ونزلنا بي دبّة
عجبتيني حميرا .. عجبتيني صفيرا
وما يلينا من حجوة الغول أب نومتن سنة وقومتن سنة، ليس غنائه وهدهداته لضحياته قبل إلتهامهن بالهنا والشفا، ولكن هو وصفه لهن بأنهن مثل (الخديديج الني) ضعيفات لا يحتملن هبّة النسيم ..
وهذا يعني أن رأي الغول في الحريم ليس بأفضل من وجهة نظر (بعض) الرجال .. بالمناسبة (بعض) البين قوسين دي تفيد بعدم التعميم عشان الرجال ما يشبّوا لينا في حلقنا وكده !!
حكت لي واحدة من صديقات اللطائف، (شكت وبكت) من إزدواجية المعاير التي يتعامل بها زوجها معها .. تقول الصديقة أن زوجها من الطبقة المثقفة المستنيرة من الرجال، وهو قامة ورقم في محيطه العام والخاص، ورغم ذلك ما أن يصطدم مركب حياتهم الزوجية بصخرة محك حقيقي لقناعاته، حتى تتلبسه حالة من الجندرة تعيدها معه لعهود سحيقة من استضعاف النساء والإستهانة بأرائهن !
طلبت منها (بدل وهدبة التنظير .. أحسن تفيدينا بالحصل وتعملي لينا ضرب مثل)، فحكت لي و(خشوما يطق) من شدة الغضب، بأنها ونتيجة لإنشغال زوجها الدائم قد اضطرت لأن تشرف على تصنيع بعض الأثاثات المنزلية في ورشة، وما ذاك إلا هربا من الأثاثات المستوردة التي تدفع فيها الملايين ثم (تتخلخل) و(تتقرهف) قشرتها الخارجية وقد (تتفرطق) قبل أن تجلس عليها أو تستعملها ..
أخبرتني الصديقة بأنها ذهبت للورشة واتفقت مع صاحبها على صناعة الأثاثات المطلوبة، وبعد اختيار خامة الخشب والمقاولة على السعر ومواعيد الإستلام تركت باقي المهمة لزوجها !
قاطعتها بـ (وتيب .. الجندرة في كده شنو ؟)
فأجابتني بأن (أصبري شوية .. جاياك في الكلام) فصبّرت نفسي وواصلت هي في حكيها، قالت بأن زوجها قد (سوّة الدرب ساساقا) من وإلى الورشة بعد أن تحولت مواعيد الإستلام لمواعيد (عرقوب) لا يعلم سوى الله بأوان استحقاقاتها، والأنكا من ذلك أن الزوج قد لاحظ أثناء زياراته للورشة، أن الخشب الذي تُصنّع منه الأثاثات من خامة رديئة بل وأسوء بـ (ملايين) المرات من المستورد، وعندما سأل الزوج صاحب الورشة عن ذلك، أفاده بأن هذا هو نوع الخشب الذي اتفق مع السيدة حرمه عليه !
عاد الزوج للبيت وقد لبس عباءة (سي السيد) وتلفح بعمامة أجدادنا القدماء، وسألها عن حقيقة رضائها عن تلك النوعة من الخشب فنفت بشدة .. ظل يأكل في لحم المسكينة ويسلق عظامها شوربة بـ كلامه الحار:
أنا عارفو من أول ده إتفاق النسوان وكلامن الني .. الوداك تتشوبري براك وتمشي عشان يغشوك شنو ؟ حاجة ما بتفهمي فيها مالك بيها ؟ النسوان أصلو فهمن ناقص …..وو
طيبت خاطر صديقة اللطائف بأن لا ذنب لها في أنها وقعت ضحية لمن لا يخاف الله في صنعته، وأن تعرضها للغش لا علاقة له بكونها امرأة لا تفقه شيئا، لأن نفس الشخص سيتلاعب في المواصفات ولو كان إتفاقه مع رجل شنباتو تربط التور، كما حاولت أن أوضح لها ما إلتبس عليها من تصرفات زوجها، وأن غضبه ليس منها وإن (فشّ فيها المغسة)، ولكن غضبه كان من باب الإشفاق عليها من النزول في لجة بحر ليست هي من عوّامه .. فظيعة أنا مش ؟
ثم هاتفتني شابة لطيفة تدعى (نسرين) بعد نشر مادة (الحسنة معطت شارب الأسد)، ولامتني ومن خلفي كل من كتب عن حقّ الزوج على زوجته، دون أن يتطرق لحقها هي عليه، وكيف أن الكثير من العلماء وأهل الفتوى يصرون على التركيز على واجبات الزوجة وحقوق زوجها عليها ومناصحتها بأن ترعى الله فيه، ولكن لا ينصحون الرجال إلا في ما ندر بالرفق بالقوارير والاستوصاء بالنساء خيرا وهي آخر وصايا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
أخبرت صديقتي (نسرين) بأنني قد اوضحت وجهة نظري أكثر من مرة حول هذا الموضوع، وما كتبته عن وصايا الشيخ فرح ود تكتوك، وإن لم يخرج عن اطار التوثيق لتراث الحبوبات وأقوال الشيخ الحكيم، إلا أنني لا أنكر إتفاقي معه بالذات في جزئية أن المرأة قادرة على تقويم ما اعوج من طباع زوجها بالمحنّة والإحسان والكلمة الطيبة ..
يطول الكلام .. وقد نعود إليه كان الله حيّانا والموت خلانا

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version