أدنى درجات الدعارة

[ALIGN=CENTER]أدنى درجات الدعارة [/ALIGN] منذ أن وعيت الأشياء التي حولي، وأنا أكره العنطزة والاستعلاء والفشخرة، لا أمارسها بحق الآخرين، ولا أسمح لشخص أن يمارسها معي، وتأسيسا على ذلك لا أحترم الرجل الذي يعامل أخواته وقريباته وزوجته بقسوة او فظاظة وعنجهية، وبالتالي فإنني أعتبر من يمارسون القسوة بحق عيالهم ضعيفي الانتماء الى جنس البشر، فكونك تمشي على رجلين ولديك ملامح البشر المعروفة لا يجعل منك “آدميا”، فهناك منظومة القيم والأخلاق والعواطف.. رأيت أكثر من مرة شخصا ينهي الصلاة: السلام عليكم، السلام عليكم .. ثم يصيح في أحد عياله: شنو ده يا حمار يا ابن الكلب.. أو يطلق الشبشب نحو الهدف الموصوف بالحمورية والانتماء الى جنس الكلاب، (عندما رمى العراقي منتظر الزيدي حذاءه على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ظل الحدث يشغل وسائل الإعلام الغربية لأسابيع.. توقفوا فقط عند الحذاء ولم يأبهوا لكون منتظر نادى بوش: يا كلب، فالكلب عند الخواجات كائن محترم وإذا أطلقت على كلب اسم بنيامين نتنياهو فسيعتبر الأخير ذلك دليل محبة له.. وإذا أردت ان تشتم خواجة مستخدما كلمة “كلب” قل له: فيك جميع خصال الكلاب ما عدا الوفاء!!).. معظم الناس يشتمون عيالهم في لحظات غضب وانفلات أعصاب ولكن البعض منفعل وغاضب 24 ساعة، وبعض الآباء (بالذات) يدخلون بيوتهم فيقرأ عيالهم في سرهم: قل أعوذ برب الفلق………..!
إذا كان من يقسو على عياله باللسان او اليد ناقص الآدمية، فما بالك بالذي يسعى للتخلص نهائيا من عياله؟ تحقق الشرطة اللبنانية حاليا مع زوجين من منطقة البقاع، شرق لبنان، بتهمة بيع عيالهم.. معليش أنا منكد واعتزم أن أنكد عليكم أيضا.. اتضح من التحقيقات أن الزوجين كانا يتمتعان بخصوبة عالية، ورزقهما الله بالذرية، فكيف شكرا الله على النعمة؟ أول ما ينزل البيبي يسلمونه إلى رئيس المجلس البلدي، الذي يضعه أمام مستشفى ثم وبكل شهامة “يعثر” عليه ويسلمه لأسرة تتبناه… نظير ما بين 5 إلى 10 ملايين ليرة أي نحو 6000 دولار.. وهناك طرف رابع هو الطبيب الذي كان يتولى الإشراف على المرأة خلال فترات الحمل حتى تضع مولودها في البيت (كانت بالطبع تخفي حملها كي لا يسألها الجيران عن الوليد).. يعني بعد عمولة رئيس البلدية والطبيب يكون نصيب الأم وزوجها عن الطفل الواحد 3000 دولار على أبعد تقدير، ونصيب الأم بمفردها 1500 دولار… أقسمها على تسعة: يعني 166 دولارا عن كل شهر من أشهر الحمل.. كم هي رخيصة هذه السيئة (لو كانت تستأهل لوضعت الدال مكان الهمزة).. تؤجر رحمها وعواطفها وأمومتها بـ 166 دولارا في الشهر؟ حتى العاهرة ذات الصلاحية المنتهية لا تؤجر جسدها بمثل ذلك المبلغ في اليوم الواحد!! ولا أعرف الكثير عن القوانين السارية في لبنان، ولكن وفي تقديري فإن الجرم الذي ارتكبه الزوجان (دعني من الطبيب ورئيس البلدية الحقيرين) ليس فقط الاتجار بالبشر، بل ممارسة لون جديد من الدعارة، طالما أن تعريف الدعارة هو بيع الجسد.. فأن يمارس زوجان العلاقة الحميمة طلبا للحمل والإنجاب ولكن بهدف بيع نتيجة الإنجاب، لا يمكن ان يكون إلا أحط درجات الدعارة والحقارة.

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

Exit mobile version