سياسة التحرير المدمرة

سياسة التحرير المدمرة
[JUSTIFY] نعيش دوماً نهباً لأكذوبة السودان سلة غذاء العالم، هذا الغذاء الذي بات إيجاده صعباً في ظل تماسيح السوق التي تعاني السُعار والجشع، المطلوب منا في هذه الحالة ألا ننام حتى لا نُفاجأ بهذه الزيادات التي فاقت حدود المعقول ولا أظن أن هذه الموجة من التضخم والتحرير غير المراقب للأسعار ستتوقف، من الذي يفكر في معاناة المواطن السوداني المسحوق الذي لا يجد ما يسد رمقه في ظل هذا الغلاء واحتكار بعض السلع الأساسية والارتفاع المستمر للأسعار دون أية رغبة في تخفيضها مرة أخرى حتى ولو انخفض الدولار مقابل الجنيه المنتهية صلاحيته والمتدنية قيمته، نقرأ كل يوم تصريحات المسؤولين حول وقوفهم وتعاطفهم مع المواطنين لكن فعلياً وعلى أرض الواقع لا يحدث شيء فالحال كما هو وعلى رأي المغني (الحال ياهو نفس الحال) فالاكتفاء بالتعاطف والتصريحات الباكية لا تفيد شيئاً يجب العمل بصورة جادة على اجتثاث شأفة الفساد والتلاعب بالأسعار وبقوت المواطن الذي لن يقف في وجهه شيء حال استنفاذ صبره ويجب على الحكومة ألا تراهن على صبر المواطنين كثيراً بل تعمد للحلول السريعة والناجعة، فالمستوردون وتجار الجملة والقطاعي يجب أن تتم محاسبتهم وتحديد الأسعار المناسبة التي لا ترهق كاهل المواطن ولنوقف سياسة التحرير التي فهمها البعض خطأ وأستمرأوا تعذيب المواطن الذي لا يقول لا حتى وهو يتفاجأ يومياً بزيادات فوق طاقته دون أن ينبس ببنت شفة بل وصل الحال لانعدام الدهشة والاستغراب مما يحدث، كل أحد يريد أن يعمل ما بدأ له دون محاسبة أو رقابة في ظل موت الضمير الذي كان يحاسب في السابق، من الذي قال إن سياسة التحرير تعني انفلات الأسعار واشتعال السوق واحتكار التجار لكل سلعة دون مراقبة، لماذا يريد البعض الاغتناء على حساب الفقراء الذين ازدادوا فقراً من هول ما يرون، هل يعلم ولاة أمورنا أن هناك أُسر تأكل من خشاش الأرض وبعضهم لا يجد هذا الخشاش ليطعمه، فكيف سيكون جوابكم يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطة ولا جاه أمام رب العباد، الى متى نستسهل الأمور ونتركها لتقودنا ولا نحكم قيادتها هل طول المكث في الحكم يورث تبلد المشاعر وعدم الإحساس بالآخرين أم ماذا حدث ويحدث أفيدونا قبل وقوع الطامة؟ وعندها لا ينفع الندم، المضحك أن من جاء بسياسة التحرير تبرأ منها ولم ينسبها إليه إذن هذا المولود الشائه الذي تبرأ منه كل من سألوه يجب أن يتم دفنه الآن قبل أن يكبر ويلتهم الجميع دون أن يميز من هو أبوه الذي هرب منه بادئ ذي بدء وقبل وقوع الطامة الكبرى، أيها المسؤولون رجاءً أرحمونا من سياسة التحرير المدمرة هذه يرحمكم الله.
[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]

Exit mobile version