* يمكن لمن يشاء ـ ممن يقرأون كلمتي هذه اليوم ـ أن (يأخذوني على قدر عقلي)..
* أو أن يعتبرونني ساذجاً..
* أو أن يقولوا عن كاتب هذه السطور أنه (خارج الشبكة)..
* فدونما نظر إلى أيٍّ من الاعتبارات هذه فسوف أتوكل على الحي الذي لا يموت وأطرح تساؤلات (كبست) على عقلي منذ فترة:
* كيف كان يحج السودانيون قبل مجيء الإنقاذ وظهور (شيء) اسمه هيئة الحج والعمرة؟!..
* وكيف كانت أحوال المغتربين ـ من السودانيين ـ قبل مجيء الإنقاذ وظهور (شيء) اسمه جهاز شؤون المغتربين؟!..
* وهل كان هناك جسم مشابه لهيئة الحج والعمرة يقوم بالمهام ذاتها التي تقوم بها ولكن دونما إرهاق لخزينة الدولة (وجيوب) المواطنين، ودونما (أمراء) ودونما (ضياع) حجاج؟!..
* وهل كان هنالك جسم آخر يقوم بمهام جهاز المغتربين ولكن دونما (استنزاف)، ودونما (تربص)، ودونما (مماحكة وتعطيل وتعذيب)؟!..
* أم أنه لم يكن هنالك جسمان من الشاكلة هذه ولكن الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام؟!..
* فبصراحة؛ لم نسمع خلال عهود ما قبل الإنقاذ بمشاكل مثل التي نسمع بها في زماننا هذا..
* هل (عمركم) سمعتم ـ في السابق ـ بأن حجاجاً سودانيين قد (تاهوا) في أرض المملكة ثم (لا حس ولا خبر) عنهم حتى موعد حج العام التالي؟!..
* وهل (عمركم) سمعتم بأن ألوفاً من (الأمراء) كانوا يرافقون الحجاج ـ من حر مال الحجاج هؤلاء ـ ليبصِّروهم بأمور حجهم؟!..
* وهل (عمركم) سمعتم بأن الحج كان له (جيش) من الموظفين ـ من المدير وحتى الخفير ـ يداومون في السرايات، ويتنقلون بالفارهات، وتُخصص لهم الميزانيات، ويحظون بالامتيازات؟!..
* والتساؤلات نفسها هذه تنسحب على الجهاز الآخر المعني بشؤون المغتربين..
* فلمصلحة من ـ إذاً ـ يتم (تعذيب) الحجاج والمعتمرين والمغتربين؟!..
* أو بالأحرى؛ لماذا المزيد من (التعذيب) بالنظر إلى العذاب الذي يعيش فيه السودانيون أصلاً؟!..
* وتحرياً للدقة نقول إن (التعذيب) هذا ربما لا يكون هدفاً في حد ذاته بالنسبة لأصحاب القرار..
* فليست هنالك حكومة في الدنيا ـ إلا أن تكون مجنونة أو مصابة بعقدة السادية ـ يسعدها أن يتعذب مواطنوها..
* ولكنه ـ أي التعذيب ـ قد يكون (عرضاً سالباً) لغاية (سامية)..
ـ والغاية هذه هي البحث عن سبل أكل عيش للإخوان والموالين والمتوالين ومن تبعهم بموالاة..
* فضرورات (التمكين) تبيح المحظورات وفقاً لفقه الضرورة الذي (يُعجب) فقهاء الإنقاذ (جداً)..
* فالغاية إذاً ـ في مثل حالتنا هذه ـ قد تبرر الوسيلة..
* وإذا ما تفاكر (المعذبون) من أهل السودان ـ ربما ـ في وسائل بديلة تكفل لجماعة جهازي التعذيب هذين عيشاً كريماً ذا (امتيازات) فإن قراراً يمكن أن يصدر بحلهما فوراً..
* وحينها يمكن للسودانيين أن يحجوا حجاً (كريماً)……
* وأن يغتربوا اغتراباً (مكرماً)…….
* ثم يحمدوا ربهم (الأكرم).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم