وتحث الولايات المتحدة الحكومات العربية على دعم تعافي العراق من خلال الانضمام الى الدول الغربية في اعفاء بغداد من ديونها الخارجية التي تصل قيمتها الى 80 مليار دولار.
كذلك تريد واشنطن ايضا من العواصم العربية اقامة تمثيل دبلوماسي على مستوى عال في العراق.
وعينت الامارات العربية المتحدة سفيرها الجديد لدى العراق يوم الاحد في خطوة تخفف من العزلة الدبلوماسية لبغداد اثناء زيارة يقوم بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وجاءت هذه الخطوة بعد قيام وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان بزيارة بغداد في يونيو حزيران ليصبح اول وزير خارجية احدى دول الخليج العربية يزور بغداد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.
وقالت وكالة انباء الامارات الرسمية (وام) ان الدين الاساسي المستحق على العراق يبلغ اربع مليارات دولار تم تقديمها في اوقات مختلفة . وابلغ مصدر دبلوماسي اماراتي رويترز ان المبلغ الاجمالي الذي سيتم الغاؤه يبلغ سبعة مليارات دولار بما فيه الفوائد والمتأخرات.
ونقلت وام عن رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان قوله “ان قرار دولة الامارات الغاء ديونها المترتبة على العراق هو تعبير عن أواصر الاخوة والتضامن بين البلدين ومساعدة للحكومة العراقية لتنفيذ خطط ومشروعات اعادة الاعمار وتأهيل المؤسسات والمرافق المختلفة في العراق.”
ورحب المالكي الذي من المقرر ان يزور البحرين ايضا بهذه الخطوة التي قال انها ستساعد حكومته في “دعم عملية استعادة الامن والاستقرار في العراق من خلال فتح الافق أمام العراق للتخلص من الاعباء التي تثقل اقتصاده ومؤسساته.”
ورحبت واشنطن ايضا بقرار دولة الامارات بالغاء الدين العراقي وتعيين سفير واعادة فتح سفارة في بغداد .
وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض في طوكيو حيث يحضر الرئيس جورج بوش اجتماع قمة مجموعة الثماني “نقدر ادراك الامارات بان وجود عراق امن ومزدهر في صالح الجميع في المنطقة.”
وخلال السنوات الثلاث الماضية تم الغاء نحو 66.5 مليار دولار من ديون العراق الاجمالية التي تصل الى 120.2 مليار. والغى نادي باريس 42.3 مليار دولار من بينها ديون روسيا التي تصل الى 12 مليار دولار.
والغت دول ليست اعضاء في نادي باريس 8.2 مليار دولار كما الغى دائنون تجاريون 16 مليار دولار.
وتعهدت السعودية في العام الماضي بالغاء 80 في المئة من ديونها لدى العراق التي تبلغ 15 مليار دولار ولكنها لم تفعل ذلك بعد. اما الكويت التي يدين لها العراق بخمسة عشر مليار دولار ايضا فلم تلغ اي شيء بعد.
وفي اشارات متزايدة على تخفيف العزلة الدبلوماسية لبغداد فان العاصمة العراقية تتوقع زيارات قريبة من الملك عبد الله ملك الاردن ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وسيكون الملك عبد الله اول رئيس دولة عربية يزور العراق منذ الغزو.
وتحجم الحكومات السنية العربية التي مولت ذات يوم حرب العراق بين عامي 1980 و1988 ضد ايران الشيعية عن اقامة علاقات رفيعة مع بغداد منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين متعللة بتدهور الوضاع الامنية ونفوذ ايران الكبير.
ولم يقم اي سفير من اية دولة عربية بصفة دائمة في العراق منذ خطف وقتل السفير المصري بعد فترة قصيرة من وصوله في عام 2005.
وسحبت دولة الامارات سفيرها من بغداد في مايو ايار عام 2006 بعد خطف احد دبلوماسييها واحتجازه لمدة اسبوعين تقريبا على ايدي متشددين اسلاميين.
وظلت تحتفظ بمستوى منخفض للتمثيل الدبلوماسي منذ ذلك الوقت ولكن تعيين عبد الله ابراهيم الشحي سفير الامارات في الهند حاليا يمثل تحولا كبيرا. كذلك تعهدت كل من السعودية والبحرين ايضا بارسال سفير الى العراق ولكن الامارات هي الدولة العربية الوحيدة التي مضت قدما في هذه الخطوة.
وقال المصدر ان الحكومة العراقية وافقت على تعيين الشحي وهو ينتظر التوقيع النهائي من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ولم يتضح بعد متى سيصل الى بغداد.
رويترز [/ALIGN]