يبدأ الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي، اليوم الأحد، زيارة رسمية للصين تلبية لدعوة رسمية وجهت إليه من الرئيس الصيني شي جين بينغ، يناقش خلالها سبل تعزيز العلاقات المشتركة والتعاون بين البلدين، موغابي يلجأ إلى الصين من أجل البحث عن حلول لأزمات البلاد الاقتصادية والسياسية معا. فالأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد لا تزال تتفاقم، حيث التضخم وعجز الموازنة ما يهدد بانهيار كامل للاقتصاد، والوضع الاقتصادي المتدهور يصبح المدخل الأمثل لمعارضي موغابي للإجهاز على ما تبقى من سنوات حكمه التي تجاوزت كل المعدلات. فالرجل يقود البلاد منذ العام 1987، ولكن السؤال الأهم إلى أين؟! ومعدلات البطالة وصلت 80% في تجلٍّ سافر للأزمة الاقتصادية التي تعيشها زيمبابوي في عهد موغابي الذي أدى القسم في أغسطس من العام الماضي رئيسا لفترة رئاسية سابعة مدتها خمسة أعوام بعد إقرار المحكمة العليا نتائج انتخابات رفضها منافسة مورغان تسفانغيراي زعيم المعارضة الرئيس والد خصوم موغابي السياسيين الذي هدد هذا الأسبوع بتنظيم احتجاجات ضد حكومة موغابي لعجزها عن تحسين الاقتصاد المتعثر. وقال تسفانغيراي إن البلاد تعاني من معدل بطالة مرتفع لا يمكن تحمله يُقدر بأكثر من 80%، الأمر الذي دفع كثيرا من الناس إلى العمالة غير المنتظمة.
خطة تسفانغيراي الهادفة إلى تعبئة الجماهير المحبطة اقتصاديا ضد موغابي لم تكشف عنها المعارضة من حيث توقيتها وشكلها، ولكن المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي الحاكم، روجير جومبو، قال إن قوات الأمن ستتصدى لأي احتجاجات، ويثير مراقبون مخاوف من القمع العنيف للاحتجاجات كما حدث في المرات السابقة، حيث واجهت الأجهزة الأمنية الاحتجاجات بالعنف المفرط مما أحكم العزلة الدولية على حكومة موغابي بسبب سجلات حقوق الإنسان وتصفية الخصوم السياسيين.
وشهدت محاولات الاحتجاج من المعارضة الأسبوع المنصرم في ختام مؤتمر قمة التجمع الإقليمي لدول جنوب أفريقيا للتنمية (سادك) الذي انعقد في منتجع شلالات فكتوريا بزيمبابوي قمع الشرطة للمحتجين. وكانت منظمتا هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية وجمعية محامي زيمبابوي لحقوق الإنسان قد حثت قادة دول المنطقة قبيل تلك القمة على مخاطبة قضايا حقوق الإنسان وحماية الحريات الفردية في بلدانهم.
الشارع الزيمبابوي لا يبدو متحمسا هذه المرة للانخراط في الاحتجاجات التي دعت لها المعارضة التي باتت غير مقنعة للشارع رغم سوء الأوضاع.
وكشف موقع (دوتش فيلا) الألماني الأخباري عن صراع داخل الحزب الحاكم في زيمبابوى حول من سيخلف موغابي بدلا من التركيز على إعادة البناء الاقتصادي، وقد شهد الحزب انشقاقات خطيرة، وهو ما يضعف موغابي الذي يلجأ إلى الصين اليوم كطوق نجاة.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي