:: منظمة الصحة العالمية، على لسان ممثلها الدائم بالسودان أنشو برنج، وعبر مؤتمر صحفي بمباني الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الفائت، تؤكد خلو السودان من مرض الإيبولا..والمنظمة العالمية لاتكتفي بهذا التوضيح، بل تشير إلى حالة مرضية راقبتها المنظمة ذاتها – بعد إتهامها بالإصابة بالإيبولا – ثم تأكدت بأن أعراض تلك الحالة لا تدل على أنها أعراض الإيبولا..هكذا شهادة أعلى جهة عالمية معتمدة لدى كل دول العالم، تبرئ السودان من هذا الداء الذي يشغل شعوب وأنظمة بعض دول الجوار، عافاهم الله جميعاً..!!
:: ورغم هذه الشهادة العالمية غير المشكوك في مهنيتها ونزاهة تقاريرها، يكتب مراسل الشرق القطرية بالقاهرة، بعدد السبت الفائت، تقريراً تحت عنوان : (مخاوف من نقل الفيروسات من الجنوب إلى الشمال، درب الأربعين بوابة مصر لإفريقيا)..فالتقرير سرد تاريخي عن (درب الأربعين)، إذ تناول المراسل كل محطات الطريق، وجدواه الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لمصر والسودان..ولكن في آخر ثلاثة أسطر، نجح المراسل المصري في ( دس السم في الدسم)، حيث ختم تقريره منبها سلطات مصر إلى إحتمال نقل الجمال لفيروس إيبولا وكورونا عبر درب الأربعين، ومن هذا الإحتمال صاغ عنوان التقرير ( الخبيث)..!!
:: فلندع المراسل المصري يوجس أهل الخليج – عبر صحيفتهم من مخاطر المواشي السودانية، نوقاً كانت أو ضأناً، بمثل هذه التقارير المعدة والمصاغة بدقة وعناية لتصيب الهدف.. مراسل الشرق القطرية بالقاهرة غير مٌلام، إذ هو أجنبي ولا يُبالي بالآثار الكارثية التي قد يحدثها تقريره على الصادر السوداني في موسم الأضاحي هذا .. أو هو – في الأصل – مطالب من قبل دولته أو أي جهة أخرى بإحداث تلك الآثار الكارثية على الصادر السوداني ..آي، أياً كانت نوايا هذا المراسل المصري- جاهلة كانت نواياه أو متعمدة- فهي غير ملامة، لأنها ( نوايا أجنبية)..!!
:: ولكن المحزن ، بعد اربعة أيام من تقرير المراسل المصري بالشرق القطرية، أي البارحة، عندما صدرت صحف الخرطوم بتصريحات منظمة الصحة العالمية المؤكدة خلو السودان من مرض الإيبولا، صدرت صحيفة سودانية بخبر غير مهني يشير إلى حالة وفاة باحدى الولايات الغربية ثم يتهم الخبر الإيبولا بالتسبب في وفاة هذا المواطن .. وللأسف، لم ينسب الإتهام إلى أي مصدر موثوق، محلياً كان أو عالمياً كمنظمة الصحة العالمية التي ترصد وتراقب ثم تؤكد بالنص خلو السودان من الايبولا)..حالة اشتباه بالايبولا، هكذا قالت (الصحيفة السودانية)..!!
:: تصدر من الخرطوم، وكل العاملين فيها من ( بني جلدتنا)، ومع ذلك تجاري المراسل المصري في (أجندته)، وتكذب منظمة الصحة العالمية بخبر قد تصيب آثاره الكارثية في موسم الأضاحي هذا الصادر السوداني والراعي السوداني والمصدر السوداني في ( المقتل).. و إن وجدنا عذر اللامبالاة أو الإستهداف للمراسل المصري بالشرق القطرية، فكيف نجد العذر لصحيفة وطنية تطبع وتصدر من أعماق مراعينا ومن وسط أبناء رعاتنا و أُسر مصدريينا؟، أي هي تعلم الحال العام لوطن وشعب بحاجة إلى أي ( ربع دولار)، بحيث يفتح باب الإعتماد لإستيراد ( قارورة دواء) أو(صباع طباشيرة).. وطبعاً لجان الرصد والعقاب، بالمجلس الرقابي وغيره، لا ترصد ولا تٌعاقب من الأسطر والأحرف إلا ما يُهدد ( أمن الكراسي)، أما حياة الناس و إقتصاد البلد في ( 60 )..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]