مدارس.. زمان

[JUSTIFY]
مدارس.. زمان

كنا أطفالاً.. ولدنا.. ولعبنا ودرسنا وكبرنا.. رسمنا بالسحاب أمانينا.. لم نكن نعرف للحرف معنى.. ولا للكلمة مسمى ولا للكتاب مدى.. ولا للخيال ربيعا..
حتى أذنت لنا الحياة ببداية أولى خطواتنا نحو السلم التعليمي.. خرجنا من محيط الأسرة نحمل بدايات الأفكار عن مستقبل ينتظرنا هناك عند نهاية السلم الذي سوف نبدأ رحلة الصعود عليه.. وبعقولنا تحلق الكثير من الخيالات والكثير من الأحلام المبنية على الغد الآتي..
دخلنا المدارس تجولنا بها.. عشنا في كنفها أروع لحظات وأجمل سنين.. تعلمنا.. وكبرنا.. وتفتحت عقولنا واستنارت قلوبنا.. كانت الأمن والأمان لنا..
الصحبة والرفقة.. العائلة التي تحتوينا بكل الرعاية والحب..
سقى الله تلك الأيام وتلك المدارس.. وذاك النظام التعليمي.. كيف كانت وكيف أصبحت..
كنا نستقبل الصباح بابتسامة طولها متران فرحين، وبأبهى زي متوشحين.. متوثبين للذهاب إلى المدرسة..
هل تذكرون الأنشطة الرياضية والفنية.. والمسابقات التي تقام بين المدارس؟ هل تذكرون المسرح المدرسي والإذاعة المدرسية؟
هل تذكرون كيف كان حبنا لمدرستنا يدفعنا للحضور باكرا وبنشاط كبير؟.. وكيف نتسابق في أينا يصل باكرا..
هل تذكرون كيف كان يسعدنا أن ننظف فناءها وفصولها وحتى حماماتها.. استعدادا لزيارة فرق المدارس الأخرى لكي تكون مدرستنا هي الأجمل والأبهى والأفضل..
هل تذكرون كيف كانت المناهج مختصرة ومبسطة ومفيدة وسهلة ومشوقة ومن دون تعقيد.. حتى أن حماسنا يدفعنا لتحضير وقراءة دروس الغد حتى نحظى بمشاركة معلمينا في شرح الدرس فنسعد كثيرا ببعض كلمات الإطراء والتشجيع..
هل تذكرون كيف كنا ننظر للمعلم وكأنه زعيم منتظر أو رجل استثنائي.. وإلى المعلمة كانها رئيسة أو قائدة كبيرة..
هل تذكرون تلك الأيام وتلك الفصول وتلك المدارس؟
ما الذي تغير؟
لماذا أصبحت المدرسة فقط للحفظ والامتحانات.. (اعرب ما تحته خط) أو (استخرج الناتج الهامايوني المنبثق من جاما) وحشد للمواد تجارية وأخرى عسكرية و.. و.. وكثير من المواد التي لافائدة منها إلا الحشو.. حتى أصبح الطالب يلعن اليوم الذي تم فيه اختراع شيء اسمه مدرسة؟
لماذا انقرضت جميع الأنشطة وتلاشت متعة المسابقات؟
لماذا تحول حب المدرسة إلى حقد؟
## أعطونا مدارس زمان ومناهج زمان وأنشطة زمان.. وليالي زمان.. وخذو منا كل مستقبلنا الآتي وفوقه حبة مسك..
**يازمن **
يا زمن وقف شوية.. واهدي لي لحظات هنية.. وشيل باقي عمري وشيل عينيَّ..

(أرشيف الكاتبة)

[/JUSTIFY]

كلمات على جدار القلب – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version