ثلاثية سلطان النوم أب كبّاس وهضربة وحمار نوم

[ALIGN=CENTER]ثلاثية سلطان النوم
أب كبّاس وهضربة وحمار نوم
[/ALIGN]
كان (هيثم هضربة) فاكهة سهرة أخوانه الكبار، فما أن يستسلم لسلطان النوم، وتنبعث من خياشيمه قرقرة تشابه مرور الهواء في ماء الشيشة، حتى يبدأ في البث المباشر على إذاعة (إف إم أب كبّاس) ذات الطول الموجي (١٠٠هضرباهيتز)، فيتحدث بصوتٍ عالٍ و كأنه يتشاجر مع أحد، ويشير بكلتا يديه ويشيح بهما أعلى وأسفل كأنه يعتلي منصة ركن نقاش ساخن، وقد يعتدل جلسا من رقدته اذا أحتدم النقاش ليزيد في إيضاح وجهة نظره، أما إذا ما حاول أحد الموجودين ايقاظه وسؤاله عما إذا كان يحلم .. فإنه ينكر كل ما حدث جملة وتفصيلا .. !
لسلطان النوم ثلاثة عوجات، أولها التحدث أثناء النوم ويسمى (الهضربة) ويحدث لغالبية الاطفال ولكن يقل مع التقدم في السن إلى أن ينتهي في سن الرشد، ولكن هناك من يكبر مع (هضرباته) ويتحول نومه لنشرة تفصيلية يسرد فيها تفاصيل كل تحركاته واحداث يومه خلال ساعات النهار، بصراحة قد توقعه تحت طائلة القانون إذا كان من النوع الذي يمارس هواية اللعب بذيله، وعموما لا يعاني شريك حياة المصاب بداء الهضربة أي نوع من التعب في تقصي سير وسلوك شريكه، لأن في إمكانة الاطلاع على صحيفة سوابقه صفحة صفحة، بمجرد الجلوس بجوار المخدة التي يضع فيها رأسه !
أما النوع التاني من عوجات النوم فيسمى (أب كبّاس) وهو نوع من الكوابيس التي تهاجم النائم فيهب مفزوعا من نومه، وقد يصاحب صحوته الفجائية صرخة ترتج معها جنبات المكان، وقد يختلط عليه النوم من اليقظة فيحاول الدفاع عن نفسه من هجوم وهمي بمصارعة ومكابسة الهواء، ويا ويل من يجلس أو ينام بجواره فحتما ولابد من إصابته ببونية طائشة أو أن تخترق إمعاءه بشلوت ضفاري ..
تابعت قبل فترة في برنامج (د. فيل) شكوى سيدة من تعرضها للضرب من زوجها يوميا أثناء نومه، بصورة أصابتها بالأذى الجسيم أكثر من مرة، وكانت تنقل للطواري بعدها، وقد سمحت للبرنامج بوضع كاميرات مراقبة في غرفتها لتثبت لهم مدى الخطورة التي تواجهها يوميا، وفعلا عرض البرنامج جزء من معاناتها فما أن نام الزوج وانقلب قلبة قلبتين حتى هب جالسا وعيناه الساهمتن مفتوحتان على اتساعهما ثم إلتفت للزوجة المسكينة وفين يوجعك!!
وغريبة عندما سئل عن الحادثة في البرنامج قال بأنه لا يتذكر أيا من أفعاله التي يأتي بها خلال النوم ! طبعا لو قمنا بإستبعاد مظنة أنه قاصد الولية وداير يلحقا الغطس، فيمكنني الجزم بأنه يعاني من تلبيس إبليس .. غايتو عيونو كانن جن .. جن !!
عادة ما ينفي المصاب بالهضربة أو أب كبّاس أفعاله وقد يقول:
أنا متذكر أني كنت بتكلم وأنا نائم لكن ما بتذكر كنتا بقول في شنو !!
كان شقيقي الأصغر من هذا النوع في صغره، فقد يفتح عينيه و يجلس على السرير و يتحدث معنا بل ويأخذ ويدي في الكلام و كأنه صاحي، عندما نوقظه لتناول العشاء خاصة في رمضان، وإذا سألناه:
(يا ود خلاس صحيت) يصيح علينا (أي ياخ أنا صاحي) ثم يتناول عشائه حتى آخر لقمة .. وما أن يقوم في الصباح حتى يصيح في نكد عظيم:
أنا ما قلتا ليكم صحوني للعشا ؟ أنا جيعان .. جيعان هسي أصوم (ليكم) كيف ؟
فقررنا أن نجلبط فمه ببقايا عشائه كـ بينة ودليل ..
وثالث عوجات النوم وأخطرها هو (حمار النوم)، حيث ما أن يستغرق المصاب به في النوم حتى ينتصب واقفا ويمسك الدرب ويقول يا (فكيك) ، وقد كان أحد أبناء جيراننا مصاب بحالة مستعصية من (حمار النوم) وكلما غلّقت الأبواب في وجهه ليلا وجد السبيل للمفاتيح وقام بفتح باب الشارع وانطلق ليبيت في عناقريب اصحاب الدكاكين في (سوق الساتة)، وكانت أمه لا تتعب في البحث عنه فما أن تكتشف غيابه عن سريره حتى تنطلق للسوق فتحمله على كتفها وتعود به ..
* استيقظت ذات ليلة في الظلام على شبح صغير يجوس خلال الديار ويبحث بهمة عن شيء ما .. تبينت منه هيئة (الري) فصحت عليها بخلعة:
مالك يا بت بتفتشي في شنو؟
فأجابتني بقلق واستعجال:
دايرة لي قطعة عشان أفتح بيها الحلّة !!
وعندما حكيت الواقعة لخالاتها لمنني على (لهلهتي) للصغيرة بكثرة الخدمة حتى رافقها الخوف من إحتراق الملاح في نومتها، ذلك لأنني كثيرا ما أطلب منها مراقبة (الحلّة) عند انشغالي بالكتابة !

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version