الزيتونة للحوم الضأن

إذا كنت تتحدث إلى شاب في سن الزواج وقلت له : والله بنات عمك (حسنين) ديل سمحات جنس سماحة ومؤدبات جنس ادب فأنت في هذه الحالة تدعوه إلى الزواج ما إحداهن دون أن تقول ذلك مباشرة .. هذا بالضبط ما فعله الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة وهو يخاطب الشعب السوداني الفضل عبر تعليق له من داخل مجلس تشريعي الخرطوم اوضح فيه بان الضفادع تحتوي على بروتينات ويمكن الاستفادة منها.

والسيد الوزير عطفاً على (مثال) بنات عمنا حسنين السمحات يدعو أفراد الشعب السودان الفضل لتناول (الضفادع) مستفيداً من البروتينات الموجودة بها مع إنه لم يقل ذلك مباشرة .
هذا الشعب الذي يدعوه (حميدة) لإلتهام الضفادع هو ذات الشعب الذي كان (قبل مشروع حميدة الحضاري) يشمئز من أكل (البيض الواحد ده) لزفارته ويسميه (الجنى جداد) بينما لا تخلو موائد مواطنيه البسطاء من الكستليته والريش وشية الجمر والعكو والسنكيت !
هو تعليق يخلو من اللباقة والكياسة وينم عن إستهزاء وسخرية وإزدراء لهذا الشعب الذي إحتمل في صبر بالغ تعليقات بعض المسؤولين المقززة والخادشة لحياء هذا الشعب النبيل الذي (شالوهو اخوان مأمون) لحم وجدعوه (عضم) عارضين عليه في النهاية (أكل القعونج) بينما تمتلئ ثلاجاتهم بأطايب اللحوم باشكالها وأنواعها .
تعليق السيد الوزير ليس هو التعليق الوحيد المسئ إلى هذا الشعب الذي يطلقه أحد الميسورين أقصد المسؤولين فقبله قد صرح وزير مالية سابق أن (أكلو الكسرة) في ما معناتو (شكلكم ده شكل رغيف)؟ كما صرح مسؤول سابق يوماً بان على الشعب التنقل بالحمير في ما معناتة (إنتو شبه عربات)؟ كما خاطب أحد الولاة وهو يري بيوت المواطنين (تسيح) من أثر المياة (إنتو ما تبنو بالطوب والأسمنت والسيخ)؟ !!
لا تستفزك أيها المواطن مثل هذه التصريحات فأنت في حضرة أمثال هؤلاء المسؤولين اصحاب (البيزنس) الذي يدر ألآف (الدولارات يوميا) يمكنك أن تستمع للمدهش المثير .. فربما يخرج علينا في الغد من يدعونا إلى اكل (الصراصير) لأنها تحتوي علي نسبة من الفايتمينات أو (النمل) لأنه يساعد على تقوية الجهاز المناعي للإنسان أو (الضب) لإحتواء لحمه على نسبة عالية من الأحماض الأمينية !
لعل السيد الوزير أراد أن يقول لجموع الشعب الفضل الذين تأثرو بالأمطار والسيول أن الأمطار ليست كووولها (كوارث) وان هذه المستنقعات التي في الأسواق والاحياء فيها رزق قد ساقه الله إليهم ليعوضهم عن البروتين بعد أن صارت لحوم الضان والعجالي في غير متناول العامة .
لا ليست هنالك مشكلة ايها السيد الوزير فلياكل الناس القعونج ولتأكلو انتم من (الطيبات) .. وليشرب الناس الماء الملوث بالطحالب والفطريات ولتشربوا انتم (مياه معدنية) .. وليركب الناس الحمير ولتركبو انتم (البرادو) وليتعالج الناس في (المصحات) ولتتعالجو أنتم في (المنتجعات) وليبقي (أولاد الناس) دون زواج وليتزوج أبناءكم في (سيده سنهوري) وليتعلم أولاد الناس في المدارس الآيلة للسقوط وليتعلم أبناءكم في المدارس ذات (الروبوت) !!
مل لا تعلمه يا (شيخ مأمون) هو أن أكل الضفادع شرعاً لا يجوز إذ ان الضفادع ليست بحرية (كالأسماك) بل هي برمائية وأكلها وقتلها حرام بدليل أَنَّ طَبِيبًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضِفْدَعٍ يَجْعَلُهَا فِي دَوَاءٍ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا)رواه أبو داود ( 3871 ) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود
يعضد ذلك حديث النبي (ص) حيث روى البيهقي عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن قتل خمسة: النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدد وقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن قتل الضفدع (خليك من أكلها) كما في حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الضِّفْدَعِ . رواه الإمام أحمد وابن ماجة وهو في صحيح الجامع 6970 (يعني الوزيرعاوزنا نخسر الآخرة ذاااتا) !!