نور الدين المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتخب لدورتين والذي اتى به الامريكان من الصفوف المنسية طبق سياسة طائفية عنصرية بشعة وانهى عهده بظهور (داعش) التي قضمت وسط البلاد مدعية نهجا سلفيا واخذ السنة يتفرجون عليها ليس حبا فيها انما كراهية في المالكي الشيعي المتعصب . ترك المالكي الحكم والبشمرقة الكردية على وشك اعلان دولتها المستقلة. هذا المالكي رشحه حزبه حزب الدعوة لدورة ثالثة ولكن ماما امريكا قالت لا ثم تبعتها ايران ثم المرجعية الشيعية السيستاني-(توقفوا عليكم الله عند هذا الثالوث) حاول المالكي أن يحتمي بالديمقراطية وبحزبه فقيل له (انت قبيل الجابك منو؟ مش نحن التلاتة؟ قال ديمقراطية قال). لقد ادى المالكي المهمة القذرة التي كانت مطلوبة منه كان يمكن لامريكا أن تعزل المالكي قبل خمس سنوات ولكنها استبقته لزوم اكمال المهمة .
ابوبكر البغدادي الذي يقود تنظيم داعش لقيام دولة الخلافة في العراق وبلاد الشام جاء منطلقا من كنانة امريكية غير مرئية كما حفتر في ليبيا. والامكانيات الضخمة التي يتحرك بها البغدادي توضح أنه مدعوم من اسرائيل وامريكا ذات نفسيها. وقد ادى البغدادي الدور المطلوب منه، قتل وشرد اليزيديين وغيرهم وقدم نموذجا مشوها لحكم ادعى انه اسلامي والأهم انه مهد لقيام الدولة الكردية في شمال العراق والتي سوف تضم الموصل وبدرجة اقل السنية في وسطه (معقولة بس اوردغان ومهاتير محمد وراشد الغنوشي وابوبكر البغدادي يكونوا كلهم اسلاميين او حتى مسلمين؟) هذا البغدادي سوف تقضي عليه امريكا وقد بدأت التنفيذ اذ بدأت الطائرات الامريكية في ضربه وبدأ مجلس الامن يفرض على اتباعه من القيادات عقوبات فردية.
اذن يا جماعة الخير العراق الذي كان مرشحا ذات يوم أن يبز حتى اوروبا من حيث المنجزات المادية والتقدم والرفاهية قد اصبح في خبر كان . اصبح ملطشة ومقدمة لشرق ممزق متخلف لا دولة ولا مجتمع ولا امن من خوف ولا اطعام من جوع (سبحان مغير الاحوال ) ولكن يبقى السؤال هل بكى العراقيون على عهد صدام؟ بكل المقاييس المادية فإن عهد صدام كان الاحسن اكلا وشربا ومسكنا . ولكن مع ذلك بشيء من إعمال النظر سوف نكتشف أن كل الذي يجري في العراق الآن تقع مسئوليته على صدام . نعم على صدام لان صدام قمع الروح في العراقيين، لقد حطم في شعبه كل قيم الحق والخير والجمال لقد حولهم الى اجسام مادية تؤمر فتطاع ثم اوردهم مورد التهلكة بمغامراته المجنونة مع ايران ومع الكويت.
مهما قلنا عن قوة التآمر الدولي فانه لن ينجح الا اذا وجد من يهيئ له المسرح من الداخل وهذا ما فعله صدام واستغلته امريكا وايران واسرائيل، فتقسيم العراق اصبح امرا واقعا مهما انكر البعض وفي الطريق ليبيا، فالقذافي هو الآخر هيأ المسرح لما يحدث الآن في ليبيا ولكن يبقى السؤال بقية دول المنطقة الضالعة الآن في مخطط تقسيم العراق وتقسيم ليبيا هل تظن انها في مأمن من مستقبل العراق ومصير ليبيا؟ هل تظن أن سكين الذبح والتشطير التي تدور الآن سوف تستثنيها؟ ثم ماذا هي فاعلة لتفادي تلك السكين او حتى لإحسان الذبح بها؟
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]