طيور أغنام مستوردة ومنسقية للنحل

[JUSTIFY]
طيور أغنام مستوردة ومنسقية للنحل

ومن مفارقات الإدارات المحليَّة السودانية الراهنة، ما يَصْلُح لكتابةِ رواية سِحرِّية، أو مسرحية كوميدية من طراز رفيع، لكن لا أحد من الروائيين ولا المسرحيين، ينتبه!

حان الآن وقت الكتابة، إنه زمن الرواية والمسرح، رواية السحر ومسرح العبث السوداني الرائع، مسرح يتمدد باسترخاء بينما تتحرك شخوصه على خشبته الباهرة ببلاهة ودونما اكتراث للجمهور، وهذه البلاهة هي ما يُضْحِكْ، وليس الأداء أو النص.

الخشبة، مسرح كردفاني، والرمال بيضاء مترامية، زراعة ومراعٍ، ورحل (أبالة وبقارة)، و(خيراً جوه وبره)، طيور في الفضاء، وعلى الأرض يخرج المرعى، أبقار، ضأن، أبل ودواجن. إنها أكبر تجمع للخيرات وسبل العيش في هذه الدنيا الفسيحة.

دعونا في (اللولوة)، ولندخل إلى الموضوع، تقول الأخبار: كشفت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية بولاية غرب كردفان، إنها استجلبت (670) رأساً من الماعز الشامي من أجل تحسين النسل الغنمي الكردفاني، كما استوردت (5000) طائر سمّان لتوفير اللحوم البيضاء، وإنها بصدد إنشاء مُنسقية للنحل (أي والله)، سمتها كذلك.

طيِّب، أيها الوزارة الولائية، قبل أن نسأل عن (كم كلفك هذا كله)؟ وعن هل تعتبرين ذلك إنجازاً لك؟ وأنه سيوضع في ميزان حسناتِكِ أمام المسؤولين؟ دعينا نسأل عن جدوى استيراد (أغنام شامية)؟ وهل هي أفضل من (خرفان) كردفان (الحمرِّية)؟ أم أنها عُقدة نقص، تجعلنا نسعى كي يصبح كل شيء عندنا شامياً، (النساء، والأكل والثروة الحيوانية)، أم أن ثغاء الأغنام الشاميات يبدأ بـ (تأبُرني) وينتهي بـ (دخيلك)، واللاَ (مو هيك) يا وزارة غرب كردفان للثروات الحيوانية والسمكية؟

دعونا من الغنم، ولنعرج إلى الطيور، ولا حول ولا قوة إلا بالله من بؤس خيال من خطط لاستيراد (5000 طيرة سمان)، عشان ناس كردفان ياكلوا لحمها وبيضها، بالله عليكم يا جدعان، أليس هذا عبثاً يصل حد الجنون، يا خي ناس كردفان ديل بتاعين شيّة ضان وبس، لحم بقر ما بياكلو! ومش كدا وبس، فقد حكى لي صديق كردفاني أنهم لا يحترمون (آكلي لحوم الطير)، فكيف عنت للمخطط الاستراتيجي بولاية غرب كردفان أن يذهب ضد ثقافة المواطنين الغذائية ويطعمهم (بيض السمان، وشية الشامي)، أليس هذا مثيراً للضحك والتقلب على الأقفية؟

لكن من يريد أن يمعن في الضحك حتى تغرورق عيناه، وتنفتق (مصارينه)، فليقرأ خبر (النحل)، إذ قالت ذات الوزارة إنها شكلت (منسقية للنحل)! هل سمعتم بمنسقية للنحل من قبل؟

على أي حال، إذا أصرت الوزارة على تسمية هذا الماعون بـ (منسقية النحل)، فعليها أن تكمل (جميلها) وتعين (بلة الغايب) رئيساً له، لأنه صاحب الحق الأصيل في مثل هذه الأفكار، ولديه مشروع تشكيل جيش من النحل يتصدى به للأعداء والمتربصين بالبلاد والعباد، وليته يضم إليهم المتربصين بالوعي وبالثقافة والوجدان، يكون ما قصر.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version