لا تسألونا عن ماما أمريكا

[JUSTIFY]
لا تسألونا عن ماما أمريكا

يادوب (وزراء الخارجية العرب ينوون بداية الشهر القادم) مناقشة ملف الحصار الأمريكي المفروض على السودان، الحصار المستمر منذ أن خلق الله (الإنقاذ) وماعليها وحتى الآن، لكننا وبرغم ذلك نقول لهم (إن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً)..

وبصراحة هذه الجامعة العربية لو لم تكن ترغب في الاهتمام بقضايا السودان فإنه لا لزوم لها بالنسبة للسودان وأفضل أن لا (نتسمى) بها..

الحصار الأمريكي على السودان هو أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة الشعب السوداني، الحصار الأمريكي لم يكن يوماً حصاراً على النظام الحاكم بقدر ماهو حصار على الشعب المحكوم والمكلوم والذي لم يعد يعرف من أية ناحية يتلقى النوائب..

نظام الإنقاذ المحاصر أمريكياً لا يزال موجوداً وحاكماً فلو كانت أمريكا تهدف من حصارها هذا الضغط على النظام الحاكم وإسقاطه فإنها ببساطة قد فشلت في تحقيق هدفها..

ثم فوق فشلها هذا خسرت تعاطف جيل كامل من أبناء السودان معها أو خسرت الشعب السوداني بالكامل لأنه هو الذي دفع ثمن الحصار..

جيل كامل في السودان لا يعرف شيئاً عن أمريكا غير أنها دولة معادية له وليس لنظامه الحاكم لأنها حرمته من التواصل معها بشكل كامل، وحرمته من التثقف بشيء من ثقافتها.

جيل لا يعرف غير الثقافة الآسيوية والمنتجات الصينية والهبات العربية..

جيل كامل في السودان لا يعرف ماركة تجارية أمريكية واحدة حتى لو كانت ماركة (سندوتشات) هو لا علاقة له بعالم أمريكا هذا.. أليس في ذلك خسارة حقيقية للأمريكان.

لو كان الحصار الاقتصادي والتجاري والسياسي الأمريكي بقصد حرمان النظام الحاكم في السودان من فرصة الحياة والبقاء في السلطة بتعطيشه ومصادرة أنفاسه الاقتصادية فإن الواقع يقول إن النظام الحاكم في السودان استمر حكمه لربع قرن كامل تحت الحصار ما يؤكد فشل تلك السياسة الأمريكية، التي لم تفعل شيئاً سوى التسبب في إرهاق حال الشعب السوداني ومضاعفة الأوجاع المؤلمة عليه، بل يمكن أن نقول إن الحصار الأمريكي على السودان كان قد أسهم في جذب نوع من التأييد الشعبي للحكومة وليس العكس.

من الجيِّد أن تناقشوا ملف الحصار الأمريكي على السودان يا وزراء الخارجية العرب ولكن استبدلوا لنا بيانكم الذي ستموت كلماته في مهدها مثل بالونات أعياد الميلاد استبدلوه بمذكرة توضيحية لأمريكا بأن حصارها هذا ساعد الإنقاذ في كسر الرقم القياسي في السلطة وهي ستظل خصمكم الممتن والشاكر لكم مساهمتكم الفاعلة في دعم مسيرتها، أما نحن .. فحدثوا عنا ولا حرج. .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version