أبوالجعافر يا خطير

[ALIGN=CENTER]أبوالجعافر يا خطير[/ALIGN]

لا داعي لتصنع التواضع، خاصة عندما تكون الحقائق جلية واضحة وبينة وساطعة (تمثل الجملة السابقة جريمة في مجال الصياغة الصحفية – خاصة الخبرية – حيث ينبغي تفادي التكرار غير المجدي والبلاغيات السخيفة،.. وإطلاق أربع صفات ذات معنى واحد تقريبا على كلمة “الحقائق” تبذير لا طائل من ورائه).. نعم يا جماعة هناك أدلة قاطعة تؤكد أنني شخص استثنائي.. وقد تكون المفاجأة بالنسبة إلى قارئ لكون أني كذلك بسبب ثروتي وأموالي .. اكتشفت أنني غني وثري وموسر ومبحبح ومنغنغ (تاني؟).. الحمد لله الواهب الكريم.. لم اكتشف أنني غني إلا مؤخرا.. والثراء وبالتالي الفقر والفاقة والعوز والحاجة (حشو للمرة الثالثة) مسائل نسبية.. ولكنني وبصراحة شديدة صرت في وضع أقارن فيه حالي المالي، ليس بأفراد مثل الامير الوليد بن طلال او الامريكاني بيل جيتس، بل بكبريات الشركات ذات الأسماء الطنانة على مستوى العالم

ندخل في الموضوع: أنا أغنى من أعرق وأقدم شركة سيارات في العالم ألا وهي جنرال موتورز التي تفوق قيمة أصولها تريليون دولار.. كان حلمي أن أقتني سيارة من صنع تلك الشركة وها هو الحلم قد طار لأن الشركة أعلنت إفلاسها.. حدث نفس الشيء مع طائرة الكونكورد التي كانت سرعتها تفوق سرعة الصوت، فقد عكفت على مدى أكثر من عشر سنوات في توفير المال لشراء تذكرة تمكنني من ركوب الكونكورد ولو من الخرطوم الى ام درمان (طبعا لو هبطت في مطار الخرطوم لهبط المطار عشرة أمتار)، وإذا بأصحابها يسحبونها من الخدمة.. ما علينا .. ويا خوفي من إفلاس شركات السيارات الألمانية قبل ان أطفي ناري بركوب بي ام دبليو او مرسيدس “من الورقة”.. الله يخلي لنا اليابان وكوريا.. الحكومة الامريكية اعطت جنرال موتورز مليارات الدولارات ولكن مفيش فايدة.. حتى قبل إشهار إفلاسها كانت الشركة قد أنهت خدمات 40 الف من العاملين وأغلقت أكثر من ألف وكالة كانت تبيع سياراتها في مختلف أنحاء العالم.
هذه الشركة التي كانت توصف بـ”العملاقة” صارت قزما مقارنة بأبي الجعافر، فهي مدينة بنحو 38 مليار دولار، ومن أراد ان تثكله زوجات أبيه الثلاث فليزعم أنني مدين له بمليم أحمر او فلس بمبي.. لست مدينا لبشر ولم “أفنش” أي اطرد أحدا ممن هم على ذمتي كما فعلت الشركة الأمريكانية .. واكتب هذه السطور وأم الجعافر تصرخ في مكان ما من البيت تسأل عن مكان وجودي (وأنا مطنش لإكمال هذا المقال) وعيالي الأربعة يتشاجرون حول الريموت كونترول .. وما زلت أقوم بالتزاماتي نحوهم بـ”الزيادة”.. ويصادف الخامس من يونيو الجاري “عيد ميلاد” بنتي مروة ونكاية بجنرال موتورز سأشتري لها هدية سيارة ألمانية.. ومن النوع الذي يسير بالريموت كونترول وأعرف أنها سترمي بها في وجهي لأن من لا يعرف الصقر يشويه.
الكثير منكم أعزائي القراء أفضل حالا من جنرال موتورز وجعفرال البدون موتورز، احمدوا ربكم وبلاش نقنقة وشكوى من الفلس والراتب اللي “مش جايب همه”.. وحتى لو كنت مدينا لبنك فإنك أفضل حالا من جنرال موتورز التي لن تجد بنكا يقرضها “حق الشاي”.

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

Exit mobile version