توقّع مُراقبون أن تؤدي سياسة باراك أوباما الرئيس الأمريكي الجديدة تجاه السودان التي جرى الإعلان رسمياً عنها الإثنين الماضي لتاجيج الصراع من جديد بين الشمال والجنوب.
وذَكَر مسؤولون في الإدارة الأمريكية لصحيفة «واشنطن بوست»، أنّ اتفاق السلام يقع تحت ضغط متزايد ويحتاج الى إعادة إحياء. وأشار محللون أمريكيون الى أنه إذا ما انهار الاتفاق، فسيفقد الأمل لإيجاد حل لأزمة دارفور. ونقلت الصحيفة عن المحلل في الشؤون السودانية اليكس دي وال، قوله «إن التركيز على صراع الشمال والجنوب واضح»، مضيفاً «أن ما تكشف من السياسة الجديدة للإدارة الأمريكية يثبت أنه كان من الخطأ فقدان التركيز على اتفاق السلام».
وتابع وال: «يجب علينا ترتيب أولوياتنا، إن دارفور جزء من السودان، وإذا انهدم بقية السودان، فلن نحل أزمة دارفور».
ويعتقد كثير من المحللين أنّ العالم فقد السيطرة على أزمة درافور، لأنّ الولايات المتحدة ركزت كثيرا ًعلى حل الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، في حين تجاهلت أدلة تشير إلى ضلوع حكومة الخرطوم سراً في الاشتباكات الوحشية بدارفور. وحالياً يأمل أوباما في تجنب ارتكاب نفس الخطأ.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحافيين: في بعض الأحيان، تركز السياسة على الأزمة الملحة في دارفور، وتغفو عن تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب.
وأضاف: «نتعامل مع خط زمني مختلف مع هذه الإدارة، هناك مجموعة من الديناميات الرئيسية المختلفة، يجب أن نتوجّه إليها في فترة قصيرة جداً من الوقت». وخلال حملة الرئيس الأمريكي الانتخابية العام الماضي، وعد أوباما باتخاذ مواقف حازمة من الحكومة السودانية، لكن النشطاء والنواب اشتكوا من أن إدارته أظهرت إشارات مُتضاربة في الأشهر الأخيرة.وأضافت الصحيفة أنّ السياسة الجديدة بَدت أقل تناسباً مع الحكومة السودانية من الطرح الذي قدمه سكوت غرايشون مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان، الذي دفع في اتجاه تطبيع العلاقات.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ الإستراتيجية الجديدة تتبنى تركيزه على إتفاق الشمال والجنوب، وتركز أيضاً على الاشتباك مع الحكومة بَدلا ًمن عزلها.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أنّ النشطاء والمسؤولين يقولون: «إن تردد الحكومة السودانية في أن تفقد الجنوب الغني بالنفط، قد دفعها للتجهيز لاكتساب الأصوات». وقال بعض المراقبين إنّ القتال بين القبائل ازداد في الآونة الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين لم يشرحوا المكافآت والعقوبات التي قد تقدّمها الولايات المتحدة للسودان، حيث قالوا إنّها كانت في «وثيقة سرية».
ومن جهة أخرى، تسعى السودان إلى تطبيع العلاقات مع الإدارة الأمريكية، لإنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وإزالتها من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب.من جانب آخر، يُركِّز مسؤولو الولايات المتحدة على أنّه سيتم مكافأة السودان، لو قامت بإحراز تقدم في مجال واحد من المجالات الثلاثة، ولاقت السياسة الجديدة تَرحيباً من العديد من المدافعين عن السودان وأعضاء الكونغرس.
صحيفة الرأي العام