كنا نسأل عن ليلة القدر.. يقولو لينا دي.. ليلة يجيك، فيها نور يبق بق.. ويتورك من نومك.. يقول لك هوي يا الفطيسة دا.. قوم.. النايم لها شنو؟ يا زول قوم.. قول داير شنو؟.. تصنقر إنت في نص العنقريب وتقول لها الشي الدايرو.. وحالا بالا تلقى الشي جنبك.. وتمرق الصباح علي ناس الحلة وتتفلهم عليهم.. وتبقى نجم مجتمع.. وفلان جا وفلان مشى.. وفلان قال.. وفلان سوا.. وتترشح تبقى رئيس نادي رياضي كبير.. وتشرع زي ما داير ومافي ود مقنعّة يقول لك تلت التلاتة كم.. حتى إن سألوك تلت التلاتة كم؟ تقول لهم تلت التلاتة عشرة، بدل واحد.. وتهددهم، في زول عندو نضم؟ انضمو.. ما تنضمو؟ سكتو مالكم؟ انضمو عشان اسويهو عشرين حسعتية.. وتطلع الصحف تاني يوم “الوجيه الجاتو ليلة القدر رجل البر والإحسان السيد/ قدوره.. يتبرع لتلت التلاتة بي تسعة من جيبو الخاص، والبرلمان يعقد جلسة استثنائية لاعتماد تلت التلاتة عشرة بدل واحد”.. وتكون غيرت اسمك من عبد الرحمن إلى “قدوره” اشتقاقا من ليلة القدر.. ويطلقو عليك لقب “الوجيه” وتشهد أمك الوالداك إنو الوجاهة في الشرق وإنت في الغرب.. ويسكتوها.. “يا حاجة باركيها إنتي ما سمعتي بالمثل البيقول الغزال في عين أمو قرد؟”.. فترد الوالدة.. “سمح بسكت علا شرطاً هو يوديني الحج”!!!.. هذا ما كنا نسمعه من حكايا ونحن أطفال.. وننتظر ليلة القدر طمعا في أن يتملي البيت جرادل وصفايح طحنية.. لما كانت الطحنية عزيزة قبال ما ياكلوها ناس زعيط ومعيط.. وحتى إنه إلى أن بلغنا الرشد كنا نسمع حكاية ذلك الرجل الاتخلع لما جاتو ليلة القدر ونهزتو من نومو وقالت ليه داير شنو؟.. ضرب اللخمة وبدل ما يقول ليها داير بقر بدون حبال.. قال ليها داير حبال بدون بقر.. فصبح لقى الحوش مليان جت حبال..! ومرة أبديت غيظي واستغرابي وتعجبي في هذا الأهبل كان ممكن يقول داير بقر ويسكت.. إن جاتو بدون حبال مافي عوجة.. وإن جاتو بحبال خير وبركة.. فانتهرني أحدهم واتهمني بأنني “كويفر”.. فسكت السكتة اللي يوم الليلة!!!.. بالرغم من أني ما عرفت موضع التكفير وين؟.. إن أحلامنا وتمنياتنا بأن تجينا ليلة القدر نمّت في دواخلنا أحلام اليقظة.. وأحلام زلوط.. فأصبحنا زلوطين.. كل ما نرى شيئا يعجبنا.. نسرح ونتزلطن.. ونتمناه.. كان عبد الهادي من أصدقاء الطفولة.. وبه شيء من حسد.. وبعض من غتاتة.. وكثير من دغالة.. وتحدثنا عن ليلة القدر.. وكل واحد اتمنى يقول عاوز شنو.. قال عبد الهادي وهو مكوع على تل رمل.. قال أنا أقول لها تجيبي أحمد ود مجذوب دا الطيش.. وكان أحمد دائماً يجي الأول.. قلنا ليهو يا عبد الهادي بدل هو يجي الطيش قول أنا أجي الأول.. قال لا لا أنا الأول ما دايرها بس أحمد دا يجي الطيش.. كبر عبد الهادي.. فأصبح من أكبر أعداء النجاح على مستوى القارة الأفريقية.. ويخطو خطوات حثيثة نحو العالمية.!!
[/JUSTIFY]الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي