فكما صدّرت (بحر أبيض) السكر والتاريخ، أنتجت أيضاً السموأل خلف الله وبخت الرضا، واليوم تزدهي هذه المساحة بهذه المساهمة النوعية التي خص بها صاحب الأروقة الوزير الشيخ السموأل خلف قراء زاوية الملاذات.. فإلى مضابط الرسالة..
قيل لأعرابي كان ذا تجربة بالنساء صف لنا شر النساء فقال: (شرهن النحيفة الجسم القليلة اللحم المحياض الممراض المصفرة الميشومة العسرة السلطة البطرة النفرة السريعة الوثبة كأنها لسان حربة، تضحك من غير عجب وتبكي من غير سبب وتدعو على زوجها بالحرب، أنف في السماء عرقوبها حديد، منتفخة الوريد كلامها وعيد وصوتها شديد، وتدفن الحسنات وتفشي السيئات، تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها عليه رأفة ولا عليها منه مخافة إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء تأكل لماً وتوسع ذماً ضيقة الباع مهتوكة القناع صبيها مهزول وبيتها مزبول إذا حدثت تشير بالأصبع وتبكي في المجامع بادية من حجابها نباحة عند بابها تبكي وهي ظالمة وتشهد وهي غائبة قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور).
أما حبيبتي التي أحدثكم عنها نقيض هذه التي يحدثكم عنها هذا الأعرابي.. جميلة من بعيد.. مليحة من قريب.. تتلون بتلون الشمس.. فهي بالضحى بيضاء.. وبالعشى صفراء، كما قال ذو الرمة:
بيضاء صفراء قد تنازعها
لونان من فضة ومن ذهب
شريفة في قومها.. أحبها كل من عرفها..أما أنا فقد عشقتها مذ كنت يافعاً.. وكم أخذتني الغيرة وأنا أستمع إلى الخطباء والأدباء والشعراء يتبارون في وصفها وحسنها وحبها.. والغريب أن أبي أحبها من قبلي وإخوتي هاموا بها عشقاً من بعدي.. فأعجب لأب ينازع ابنه هو محبوبته.. بل إخوة يتجاذبون غرام واحدة كل يردد في هواها:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل
حبيبتي التي عنها أحدثكم..
فطرت على العزة، وجبلت على النخوة وترعرت في ثياب الحشمة إلا أنهم عابوا عليها كثرة الأخدان والذي يحسبونه وصمة عار وبصمة شنار في وجوه العفيفات الكريمات (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) ولكن ذلك قدرها أن لا ترد حبيباً.. ولا تصد طارقاً بليل أو نهار، فكل من قصدها وجد قلبها موطئاً وفي حضنها دفئاً وفي صدرها مرضعاً وفي عينيها حنواً.. وهي ما زالت بكراً تنادي العاشقين أن هلموا، ففي القلب متسع وفي الفؤاد فسحة وفي النفس هوى، فهي لم تبق للستر ثغرة ولم تخف ما في فؤادها مرة:
من كان يزعم أن سيكتم حبه
حتى يشكك فيه فهو كذوب
الحب أغلب للفؤاد بقهره
من أن يرى للستر فيه نصيب
وإذا بدا سر اللبيب فأنه
لم يبد إلا والفتى مغلوب
إني لأبغض عاشقاً متستراً
لم تتهمه أعين وقلوب
وإن كان الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( تزوجوا الودود الولود) فإن حبيبتي لم تكن ودوداً ولوداً فحسب، لأن هنالك بونا شاسعا بين أن تلد وبين أن تنجب، فهي قد أنجبت رجالاً كثر ونساءاً، فطوبى لك حبيبتي (بخت الرضا) رحم أجزل العطاء وأهدى النجباء.
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]