*سلمت.. سلمت.. الأستاذ الجليل عثمان ميرغني..
*وفي انتظار عودة (حديث المدينة)، إلى كل قرية ومدينة..
*والقلم مترع بالعافية وجسارة الرأي..
*ولكن.. الحادثة..
*بقدر ماهي جمعت حولك بمستشفى الزيتونة في ذاك المساء (الظلامي)..
*كل ألوان الطيف الصحفي وكان دليل (عافية) مهنة الصحافة..
*بيد أن ذلك كان هو (الظاهر) من سطح جبل الجليد..
*وكان (الباطن) الذي ظهر وبان ولم تمض على الحادثة المؤسفة سوى 24 ساعة.
*في الأسافير وعلى بعض صفحات الصحف..
*تلاسن واتهامات من زملاء صحفيين لبعضهم..
*سلمت.. سلمت.. الصحفي الجليل عثمان ميرغني..
*والروائي العالمي المعروف جورج آمادو.. له رواية قصيرة ذائعة بعنوان (كان كان العوام).
*وقد اطلعت عليها قبل عقدين من الزمان.. إلا أن هناك مشهداً بها مازال راسخاً في الذاكرة..
*ذاكرتنا التي صارت معطوبة ليس لكبر السن فقط، ولكن بفعل أشياء وسلوكيات في المشهد الحياتي قد (هرمت) هي أيضاً..
*المهم في تلك الرواية.. كان بطلها يلفظ أنفاسه إلا أن الروح لم تخرج بعد وقد كان وحيداً لا أسرة له..
*وفقيراً لا يملك في منزله سوى حطام دنيا.
*ومع ذلك (تكالب) على منزله أهل (الحارة) التي يقطنها..
*كل فرد منهم يأخذ ما عنّ له: ملعقة.. حلة.. كوباً.. ملابس ممزقة.. حصيراً.. طيورا داجنة …إلخ.
*والرجل غصة الموت في حلقه.. وغصة من (أولئك) الذين ورثوه وهو لم يغادر الفانية بعد..
*لم يستطيعوا الصبر حتى خروج (روحه) فنهشوا منزله..
*سلمت.. سلمت.. اتفقنا أو اختلفنا معه.. القلم الجرئ عثمان ميرغني..
*وها هم زملاء في الحقل الصحفي ينتاشون بعضهم البعض..
*كل يجرم الآخر وكل (يدعي) أنه على (حق) والآخر على (باطل)..
*بينما الحقيقة في الحادث المشؤوم لم تتضح لها أي أبعاد..
* ومازالت الشرطة تكثف تحقيقاتها للوصول إلى (الجناة) وهي تبذل قصارى جهدها..
* أما ما رشح بأن سبب الاعتداء هو ما صرح به الأستاذ عثمان ميرغني على شاشة فضائية وما سطره في عموده (حديث المدينة) عن إسرائيل..
*في توقيت ترتكب فيه الدولة الصهيونية مجازر بشعة في حق أهل غزة..
* أزعم وأشك بأن (رأي) عثمان الذي طرحه هو (سبب) الاعتداء عليه وعلى (تياره)..
* إذ مازالت الأجهزة الأمنية تلملم خيوط ما حدث ولم يخرج منها ما يؤكد أن (سبب) الاعتداء هو حديثه عن (إسرائيل) الآثمة..
* وهنا وجه الغرابة واندهاشنا من الصراع بين بعض الزملاء في المهنة الذي اشتعل وازداد حدة.. بل و(عدوانية)..
*و(الحادث.. القضية) لم تتضح معالمه بعد..
*و(أولئك في حالة انفلات وعنف لفظي و(تجريم) في (إجحاف) من كل طرف للآخر..
* وما علموا أن ذلك يزيد من اضطراب المشهد المرتبك الآن حول (الحادث).. بل يعقده من خلال صراع تصنيفات سياسية..
* إن (التوقيت) خطأ لإشعال حرائق في الوسط الصحفي..
*ودعونا من (الأنا) العالية.. والنفخ في كير (المناخ الصحفي) ليزداد احتقاناً..
*سلمت.. سلمت.. عثمان ميرغني.. وسلمت معك مهنة الصحافة.!
[/JUSTIFY]صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي