من حكم ومهنية الراحل سيد أحمد خليفة أنه كان يخصص لموقع الاستقبال في صحيفة الوطن شخص راق وفاهم … حتى لو كان هنالك حرس لا بد أن يكون هنالك شخص كبير ويحسن التصرف. وفي فترة ما, كان في الاستقبال أحد أقاربه المحترمين جدا أعتقد أنه عم علي أو عم أحمد … آسف على نسيان الاسم لكنه ربما يصلح لمدير إداري أكثر من موظف استقبال.
قلت لسيد أحمد لماذا اتخذت هذا القرار؟! قال لي موظف الاستقبال بالنسبة للمواطنين أهم شخص بعد رئيس التحرير… أهم منكم كلكم … لأنه هو الذي يحدد دخول شكواه من عدم الدخول.
وفعلا … معظم ما تخرج به الوطن في الصفحة الأولى كانت من حصاد وغربلة الاستقبال … وملفات خطيرة للغاية ومقالات رصينة سلكت دربها عبر الاستقبال.
أيضا مما ذكره لي سيد أحمد أن أي شخص يريد أن ينفذ شيئا ضد أي صحيفة او رئيس التحرير أو صحفي فيها … غالبا ما يأتي متلصصا في الأول أو يبعث من يجمع المعلومات وإذا كان موظف الاستقبال واعيا فإنه يتعامل مع مؤشر الخطر في وقت مبكر ويفهم من طبيعة الأسئلة ما هو الامر.
اقتبست من تجربة سيد أحمد خليفة عندما توليت رئاسة التحرير وقررت أن أجلس في الاستقبال بنفسي لمدة يوم ثم يتم تقسيم الاسبوع على رؤساء الأقسام … لم تصمد الفكرة كثيرا اذ تمزق جدولي ببعض الأسفار ولم يكترث الصحافيون للفكرة ولكنني على مدى شهر واحد حصدت عشرات الأعمال عبر نافذة الإستقبال بل في يوم تم إحباط دعوى جنائية في مواجهتي بسبب أن الشاكي لما جاء يسأل عني وجدني في “وردية استقبال” … وشرحت له فكرتي فشرب كوبا من عصير الليمون واكتفى بالاعتذار مع أن قضيته كانت قوية.
بالتأكيد لو كان الموظف من شركة الهدف لقال له الأستاذ مشغول ولو عندك حاجة راجع المستشار القانوني … وعندها سيراجعه بأمر القبض.
تأمين دور الصحف لا يكون بالدوشكات ولا زيادة أفراد أواب أو الهدف … هذا مفيد ولكن الأنفع منه وجود صحفيين نابهين ومجربين في الاستقبال وهي ليست مهنة صغيرة … إنها ممتعة للغاية … جربوها وستعرفون هذا!
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني