التهدئة تمر من القاهرة!

[JUSTIFY]
التهدئة تمر من القاهرة!

منذ اندلاع الأزمة الراهنة في قطاع غزة، والجميع يراقب الدور المصري الذي ظل محوريا وحاسما في جولات سابقة من العدوان الإسرائيلي على غزة، وذلك لأن العدوان الراهن يتأتى في ظل خارطة سياسية جديدة في الوطن العربي خارطة أفضت إلى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة في مصر بعد الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي، وبما أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المستهدف الرئيس من العدوان الإسرائيلي الراهن على غزة تعد جزءاً من حركة الإخوان المسلمين العالمية، فإن الترقب للدور المصري كان كبيرا لمعرفة كيف تتعامل القاهرة مع الأزمة في غزة، ولكن القاهرة حافظت على دورها الإقليمي الرائد واقترحت المبادرة المصرية لحقن الدماء التي وافق عليها الجانب الإسرائيلي عندما كان عدد الضحايا 150 مدنيا، ولكن حماس رفضت المبادرة وردت إسرائيل على ذلك بالمزيد من الضربات الجوية والاجتياح البري مما أوصل الضحايا إلى أكثر من 500 قتيل.

ومع كل التحركات الدولية والإقليمية والمبادرات البديلة التي طرحت ظلت القاهرة المحور الرئيس لأي عملية تهدئة ممكنة للوضع المشتعل في المنطقة، وليس أدل على أهمية الدور المصري الحراك الدبلوماسي غير المسبوق الذي تشهده القاهرة، حيث المشاورات العربية والدولية المكثفة حول غزة حيث الاتصالات الدبلوماسية مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة وغيرها من الفاعلين الدوليين والإقليميين لوقف القتال في غزة توطئة لبحث تسوية سياسية وأمنية للأزمة.

بالأمس وصل القاهرة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري والأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون لبحث الوضع في غزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وهذا الحضور الدولي الكبير إلى القاهرة يؤكد بأن حل الأزمة يكمن في الدور المصري الذي لجأت اليه الولايات المتحدة في أيام مرسي عندما رعت القاهرة اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر من العام 2012. وتضمنت بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار: قيام إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، ولكن إسرائيل تنكص دوما عن المواثيق والاتفاقيات بالعودة إلى العدوان مجددا.

التحركات الدبلوماسية الراهنة التي محورها القاهرة تؤكد مجدداً أن الدور المصري في غزة لا يمكن تجاوزه، وإن جرت مياه كثيرة تحت الجسر وتبدلت حكومات وأنظمة، لأنه من الناحية العملية لا يمكن تنفيذ التهدئة في غزة دون مصر، فهي المعبر الوحيد للقطاع، وكل المبادرات التي تتحدث عن فتح المعابر هي تتحدث ضمنا عن دور مصري لا يمكن تجاهله من الناحية العملية والسياسية.

يبقى الأهم في كل هذه التحركات هو حقن الدماء وليس تصفية الحسابات السياسية.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version