رحلة أبو القدح

[JUSTIFY]
رحلة أبو القدح

الزواج في السودان جزء من رحلة الفرد السوداني في الحياة.. زيو زي رحلة مرضو.. التي يبدأها بالتسنين وهو طفل غرير.. وتنتهي بالفشل الكلوي أو السرطان.. متجها إلى الآخرة بإصرار وتصميم وشجاعة.. مرورا باللوز ووجع العيون.. وكل ضروب وأنواع الإمساكات والإسهالات والنزلات.. وكسيّر العضام.. ثم الملاريا خبيثها وحميدها.. والتايفويد.. ثم الضغط والسكري.. فكما للأمراض رحلة أيضا للزواج رحلة تتمرحل في كل حقبة زمنية.. وإن تفاوتت لدى كل زوجين:

(مرحلة جرجرنا) نظرة فابتسامة.. فرقم.. فموعد.. فلقاء.. فشربات.. فتحويل رصيد.. فشريّك للشريك.. فحب.. فخطوبة.. فشفقة.. فاستعجال متبادل.. وعض على النواجذ ومسك بالإيدين والكرعين.. تخطيط للعرس.. يقعدو يضربو في تكاليفو.. بعد شهر الأسعار تزيد.. يقعدو يضربو من الأول تاني.. بعد شهر برضو الأسعار تزيد.. ويضربو تاني.. في النهاية لما يزهجو يتوكلو على الحي الدائم ويغمضو ويعرسو.. بالفي وبالمافي.. ويقولو.. نحن لو بارينا الدولار ما بنعرس..

(مرحلة سكرنا).. بعد الزواج لمدة سنة.. كل واحد فرحان بالتاني.. وفي حالة نشوة شديدة.. وغيبوبة.. وضحك وقرقراب بي سبب وبلا سبب.. وهظار وكل واحد مهتمي بالتاني.. ويحاول يبرز ملكاتو في القرقراب والنكت.. وخفة الدم.!!

(مرحلة فَكرنا) أي انتبهنا.. كل زول يشوف عيوب التاني ويكتشفن.. لكن يطنش ويسكت.. ودي تستمر لمدة سنتين..

(مرحلة فترنا).. بعد كشف العيوب يفترو من السكات.. يبدو ينضمو فيها.. أو يلمحو ليها.. ودي تستمر لمدة سنتين برضو.. يحاولو مقاومة إغراء المكاواة.. وإن كانت تتاورهم بين الفينة والأخرى..

(مرحلة اتموسرنا) دي المرحلة الفاصلة.. ودي ممكن تستمر باستمرار الزواج.. كل واحد فيهم يعاين للتاني ويقول في سرو.. “ماااااااسورة بنت ستين ألف كلب..”!

ثم تتبلور مرحلتين تنبثق من مرحلة (اتموسرنا).. مرحلة صبرنا.. ومرحلة فررنا..

(مرحلة صبرنا): يصبرو على بعض.. عشان الشفع.. أو عشان أي حاجة تانية… أو العشرة.. أو القرابة.. أو رفع شعار “القسمة والنصيب”.. والالتفاف حلو.. وطمعا في الجنة بعد أن قنعوا من الدنيا وخيراً فيها.. يصبرو على بعض لحدي ما كل زول يمشي بيت حقو.. وتبراهو منو العوض وليهو العوض.!!

(مرحلة فررنا): دي للناس الخلاص ما قادرين يصبرو.. ولي حسي فيهم رويحة فرفرة.. كل زول يفرتق من التاني.. وكل أرض تشرب مويتا.. وكل قرد يطلع جبلايتو.. فيفر المرء من صاحبته وبنيه.. ويزوغ بعضهم ما يتعرف وين بلدو؟.. وبعضهم يكون معلوم الإقامة… فتاخد صاحبته بنيه ومن محكمة لي محكمة وخاصة لو عرفت إنو اتزوج تاني.. حاملة لواء “سهر الجداد ولا نومو”.. فيسهر الزوج وتسهر الجدادة الجديدة.. والتي تكون قد بدأت رحلة زواجها من مرحلة “اتموسرنا”.. وتستمر ويكون الزوج لمّ فيهو قاووت ووجع كرعين ويغلبو الدخول في مرحلة فررنا مرة أخرى.. فيدخل في مرحلة جديدة هي (مرحلة نسوي شنو”اتجبرنا”!).!!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version