* شعرت بأن هذا السؤال ليس سؤال أمانويل فقط وانما هو سؤال عام يحتاج إلى اجابة توضح للقراء ماهي العلاقة التي تربط بين كلامي وكلام الناس.
* اسمحوا في البدء أشرح لكم لماذا اخترت هذا العنوان لعمودي الصحفي، فحينما احسست برغبتي في الكتابة والتعبير عن بعض هموم الناس وقضاياهم وأحلامهم وتطلعاتهم و.. الخ بعد سنوات من العمل التحريري المهني الميداني بدأته بالعمل في قسم الأخبار إخترت عنوانا للعمود (الحق اقول).
* سرعان ما اكتشفت ان هذا العنوان فيه ادعاء بأنني أقول الحق أو انني أمتلك ناصية الحكمة دون العالمين فقررت تغيير عنوانه إلى (بصريح العبارة) وأيضاً بعد أيام أحسست بأنه مهما حاولت فإن كلامي لكن يكون بصريح العبارة دائماً, كان ذلك في الحقبة المايوية وقد ساعدني الصحفي المخضرم محمود إدريس متعه الله بالصحة والعافية في اختيار عنوان (كلام الناس) لعمودي الصحفي.
* دخلت في ذات الحالة الفلسفية، عقب انتفاضة مارس أبريل 85، لأنني كنت أزعم انني أكتب كلام الناس الذين ليس لهم منبر يعبرون فيه، وبعودة الحياة السياسية الحزبية أصبح لكل ناس كلامهم وبالتالي فليس من حقي ادعاء انني أكتب كلام الناس ومع ذلك واصلت الكتابة في صحيفة (الأسبوع) تحت ذات العنوان وان كنت غيرت العنوان فقط عندما كتبت في صحيفة (صوت الشارع) إلى (كلام الشارع).
* نعود لسؤال أمانويل المشروع أين كلامي وسط كلام الناس؟ ولأن الاجابة صعبة قررت أن أشرككم معي لأنكم جميعاً جزء من هذا الموضوع، وأبدأ بأنني أحسب نفسي من جملة الناس وانني أحاول قدر ما استطيع وفي حدود المتاح التعبير عن كلام الناس، الذي أجده في نفسي اتأثر به وآمل ان يكون مؤثراً في المتلقي الذي هو أيضاً من جملة الناس سواء كان في الحكومة أم المعارضة أم في منزلة بين المنزلتين أو في أية مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أو في البيوت وأماكن العمل والشارع العام وفي شتى مجالات الحياة ودروبها الفكرية والسياسية والاجتماعية والتربوية والرياضية والفنية… الخ.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 946 – 2008-07-02