*كانت أمسية تمايلت فيها فروع أشجار حينا مع نسماتها طرباً من شدة سحرها..
*كنا ثلاثة ؛ شخصي وزميلاي معتصم وصالح الشهير بـ(مجنون وردة) الذي كتبنا عنه من قبل..
*واقترح معتصم – فجأة – أن يغني كل منا أغنية تحت تأثير نشوة تلكم الأمسية الرقيق نسيمها..
*وحين جاء الدور على كاتب هذه السطور طفق يغني (فارق لا تلم) لأحمد المصطفى الذي يحب أغانيه..
*كان يعلم أن صوته قبيح جداً رغم صرخة (هائل) التي ظل يطلقها معتصم بين كل مقطع وآخر من باب المجاملة..
*ولو كان (صدق) صيحات الإعجاب تلك – من تلقاء كل من معتصم وصالح- لانطلق في سكة الغناء لا يلوي على شيء..
*ولكان فرض نفسه – ربما – على ساحة الغناء بالقوة مثل كثير من أصحاب (الصخب!!) الشباب في زماننا هذا..
*ولأضحى (صلاح حلفا) قبل أن يظهر (طلال حلفا) بسنواتٍ عدة..
*ولعل أبلغ دليل على تأثير قبح صوته على زميليه أن أحدهما – وهو صالح – مرض بالملاريا صباح اليوم التالي..
*أما الآخر – وهو معتصم – فقد (فارق) بعد أيام دون حتى (إثر علة لم تمهله طويلا)..
*وكان ذلك آخر عهد صاحب هذه الزاوية بالغناء ولو في الحمام ..
*ولكنه ندم غاية الندم الآن بعد أن رأى بعض من هو قياساً إليهم أحمد المصطفى يحظون بصيحة (هاااائل) كل ليلة عبر (النيل الأزرق)..
*فصاحب الصوت المرجوع نحو بطنه ذاك (هائل)…
*والذي (يمأمئ) كما المعيز ذاك (هائل)…
*ومن (يتظبط !!) في كل شيء ذاك عدا (ضبط) الزمن الموسيقي (هائل)..
*ومن تُجود الابتسام تلك أكثر من تجويدها الغناء (هائلة)…
*والسر قدور نفسه أكبر (الهائلين) بضحكته تلك ذات (الفهلوة) ؛ منا وعلينا وفينا..
*ثم ليت الأمر اقتصر على (خدش الغناء) الخاص بعمالقة الطرب في بلادنا وإنما تعداه لـ(خدش الحياء)..
*والذي يتولى كبر الضرب الثاني من الخدش هذا هو من تشبه بالنساء (مشاطاً !!) من قبل..
*ثم يطل على الناس الان – عبر فضائية (تأصيلية) – بملابس (قعدات) الليل (الخنثى)..
*ولا تسلني عن القوانين المعنية بـ(المهددات !!)…
*فهي كلها مشغولة بصحافتنا الورقية تُحصي عليها أنفاسها وحركاتها وسكناتها ..
*ولكن الأعجب من ذلك هو ما أصاب قلوب وعقول ونفوس المشاهدين..
*فلا أحد منهم يلزم سرير المرض مثل صالح (وردة)…
*أو حتى يلزم ( ود اللحد) مثل معتصم صاحب اقتراح الغناء …
*ومن يقترح الآن على إدارة (النيل الأزرق) أن تستضيف كاتب هذه الأسطر كـ(غناي)؟!..
*ثم لن يُغني سوى (فارق لا تلم !!!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة المستقلة