بالصدفة التقيت بتلك المرأة، كانت تحمل في عينيها حزناً بائناً، وعلى محياها الكثير من العذاب، قالت لي بصوت واهن بأن ابنتها تعاني الأمرين بعد تعرضها لمرض غريب جعلها في حالة من اللاوعي بما يحدث حولها، سألتها عن أسباب المرض، فمدت إلى بعدد من الروشتات والإفادات الطبية، قبل أن تدخل في نوبة من البكاء الحار وهي تحكي عن معاناة ابنتها مع ذلك المرض الغريب، وعن معاناتها هي مع مصاريف العلاج.
سألتها إن كانت قد قصدَت أيَّاً من مرافق الدولة وفي مقدمتها ديوان الزكاة، فقالت بأنها لم تدع مكاناً إلا وذهبت إليه لكن بلا جدوى، لتضطر في النهاية إلى العمل كـ(خادمة) في البيوت لتوفير مصاريف العلاج من أجل استعادة العافية لابنتها.
أعلم الآن أن الكثيرين من أهل الخير يطالعون أسطر هذا المقال، وأعلم تماماً أن هذا الشعب لا يزال يمتلك النخوة والمروءة والشهامة وكل مقاصد ومعاني إعانة الملهوف وإغاثة العاجز، لذلك فإنني أتوجه لكم جميعاً وأدعوكم للوقوف خلف هذه المرأة المسكينة والتي لا سند لها في هذه الدنيا -بعد رب العالمين- إلا (ضراعها)، مع العلم بأن زوجها كما قرأت في إحدى المناشدات التي تحملها غير قادر على العمل، لذلك هي دعوة لكم جميعاً لتقديم ما تيسر من العون والمساعدة في هذا الشهر الفضيل، وفقنا الله وإياكم لفعل الخير، كما أحب أن أنوه إلى أن كل المعلومات الخاصة بتلك المرأة بطرف هذه الصحيفة والكاتب.
تعقيب على أبو حباب:
قرأت باهتمام ما سطَّره يراع رئيس تحرير الزميلة الغراء (الأهرام اليوم) الأستاذ محمد عبد القادر (أبو حباب) أمس الأول بخصوص ملابس الفنان الشاب طه سليمان التي يظهر بها هذه الأيام خلال الحفلات الخاصة وخلال برنامج (أغاني وأغاني)، وأقف إلى جانبه تماماً في كل ما ذكره، خصوصاً الجزئية التي تحدث فيها عن تقليد الشباب للنجوم والفنانين، الأمر الذي سيقود لـ(كارثة) حقيقية إن تم اتخاذ طه و(ملابسه وإكسسواراته) كموضة لشباب اليوم، إضافة إلى ذلك فإنني لن أملّ على الإطلاق من تكرار ما قلته سابقاً عن طه سليمان، وهو أنه فنان صاحب خامة صوتية مميزة وإحساس عالٍ، لكن تنقصه الشجاعة الكافية لكي يعتمد على هذيْن العنصريْن في مسيرته الفنية، فهو يعتقد أنه لن يحقق أيَّ نجاح إلا باللجوء لمثل تلك التقليعات الغريبة والأغنيات الأغرب التي يرددها. شكراً أبو حباب على المقال (القوي)، وأتمنى أن يستفيد طه سليمان منه، وأن يعمل على تقديم نفسه للجمهور بصوته وبموهبته وبالأغنيات التي يخلدها التاريخ وليست تلك الأغنيات (الكايلنكس) ذات الضجة (الكذوبة) والكلمات (المعطوبة).
شربكة أخيرة:
البحث عن المصائب ليس شجاعة وإنما غباء.. الشجاعة هي الاستعداد لمواجهة المصائب التي لا مهرب منها برباطة جأش.
(علي عزت بيجوفيتش)
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني