تواصل الراية الاقتصادية استكمال ملف مسيرة تطور قطاع تكنلوجيا المعلومات والاتصالات من خلال لقائها بعدد من أصحاب الشركات التقنية والمتخصصين للوقوف معهم على أبرز الانجازات التي تحققت ورصد الصعوبات وإنارة الطريق حتى تكتمل منظومة النجاح. التقت الراية الاقتصادية في الحلقة الثانية بالسيد مأمون عريقات مدير تطوير الاعمال بشركة افكار والذي يعتبر واحدا من العلامات في القطاع .
وبدورة اكد على ان القوة الاقتصادية التى تتمتع بها دولة قطر جعلت قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمنأى عن اي تاثير يذكر من جراء الازمة المالية العالمية التى عصفت بالكثير من الكيانات الاقتصادية العملاقة .
واعتبر ان الخطوات التى تقوم بها الحكومة من هيكلة وتأسيس شركات وتبنى مشروعات واهداف استراتيجية مستقبلية ساهمت في تعزيز دولة قطر على مواجهة تبعات الازمة مشيرا في الوقت ذاته انه في الوقت الذي اغلقت العديد من الشركات العاملة في المجال فروعها وشركاتها في دول بعينها بحثت تلك الشركات عن موطئ قدم لها في قطر من اجل الحصول على فرصة استثمارية للمساهمة في عجلة النمو والاسفادة منها.
ونوه الى ان قطر خلال السنوات العشر الاخيرة توجهت الى المعيارية في مشروعات تكنلوجيا المعلومات الامر الذي اضفى قوة واستمراية وتواصل في تلك المشروعات .
وشدد على اهمية توجه شركات القطاع الخاص الى التخصص من اجل القدرة على منافسة الكيانات الحكومية الجديدة التى تعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والشركات العالمية التى تدخل السوق القطري كل يوم.
الازمة المالية
– بعد مرور قرابة العام على الازمة المالية العالمية بوجهة نظرك ما الآثار التي خلفتها على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟
– إن تأثير الأزمة على القطاع تفاوت بشكل واضح فهناك شركات على المستوى العالمي والمحلي اختفت وتلاشت من السوق، كما ان هناك 3 اسواق تأثرت بشكل كبير بالازمة ضمت تركيا ودبي وجنوب افريقيا وكثيرا من الشركات اغلقت مكاتبها فيها ،وبالاضافة الى ذلك ظهرت تحالفات بين الشركات حتى يتمكنوا من الصمود في وجه الأزمة وتكوين كيانات قوية ، كما تم تسريح عدد كبير من موظفي تقنية المعلومات في دول مثل مصر والأردن ولبنان .
قوة الاقتصاد
كيف كان تأثير الأزمة على قطاع تكنولوجيا المعلومات في قطر؟
– إن دولة قطر تتميز بقوة اقتصادها الذي يسير بشكل جيد على عكس معظم الاقتصادات العالمية ، كما ان الانفاق الحكومي في دولة قطر يسير بشكل جيد ، اضافة الى ان الحكومة تقوم بعمليات هيكلة من وقت لآخر مما خلق فرصا كبيرة للشركات لتقديم خدمات ومنتجات جديدة ، كما ان قطاع النفط والغاز ينمو بشكل كبير ومستمر وهذا يوفر لقطاع تقنية المعلومات حظا وافرا في تلك المشروعات ، اضافة الى كل ذلك فان مؤسسة قطر للتربية والعلوم تقدم خدمات مميزة للمجتمع في قطاع تكنولوجيا المعلومات وهذا بدوره ساهم في توفير فرصا جيدة للشركات المحلية والاقليمية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ، وقد حققت دولة قطر وسكانها ومؤسساتها تقدماً مطرداً في تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف مجالات الحياة اليومية بحسب تقرير “المشهد الرقمي في دولة قطر 2009” الذي أصدره المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى 17 مايو 2009.
وقد أحرزت عناصر المجتمع القطري الرئيسية (المؤسسات الحكومية- الخاصة- والسكان) تقدماً ملحوظاً في تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجمل أنشطة الحياة اليومية خلال الأعوام الماضية، حيث وضع مستوى تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر خلال الأعوام القليلة الماضية، قطر ضمن أفضل ثلاث دول في العالم العربي من حيث الأداء المجمع في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأساسية، مثل عدد مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت، عدد مشتركي الهواتف الثابتة والمحمولة، ومشتركي الانترنت عريض النطاق .
كل هذا له مدلولات وإشارات واضحة على ان قطر ماضية في الاستفادة القصوى في تقنية المعلومات وتحسين جودة الخدمات للمواطنين والمقيمين مع تطوير جودةالخدمات الحكومية والخدمات التى تصدرها قطر بصفة عامة.
النهضة العمرانية
هل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات استفاد من النهضة العمرانية التى تشهدها قطر؟
بالتاكيد ان نمو القطاع العقاري ساهم بدون شك في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خاصة في ظل الزيادة الكبيرة في عدد المشروعات والشركات العقارية والتى خلفت العديد من الفرص للقطاع .
مردود ايجابي
ولكن هل الاستثمار في القطاع يعطي عوائد جيدة في ظل الأزمة العالمية الحالية ؟
– ان الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات في قطر واحد من اهم القطاعات الاستثمارية ومردوده ايجابي خاصة في ظل التوجة العالمي نحو توطين التكنولوجيا في كل مكان وبشكل موسع ومركز ، ودولة قطر مستمرة في تطوير القطاع الذي سوف ينمو ويواصل نموه تماشيا مع سياسة الدولة الرامية الى الاستثمار في القطاع.
تأسيس الشركات
اتجهت الدولة الى تاسيس شركات مؤخرا في قطاع تكنولوجيا المعلومات كيف ترى انعكاس ذلك على القطاع؟
– ان الحكومة قامت بتاسيس عدد من شركات تقنية المعلومات مثل ميزا ومعلوماتية وبروة التكنلوجية وكلها شركات ناجحة بشكل كبير نظر للدعم الذي تحصل عليه والثقة التى ستحصل عليها من قبل الشركات المختلفة كونها لديها صفة الحكومية ولكن قد يكون لتلك الشركات تاثير سلبي على شركات القطاع الخاص خاصة الصغيرة والمتوسطة كونها لن تستطيع منافسة الشركات الحكومية ، ولكن الواقع يتطلب من الشركات الصغيرة والمتوسطة التوجه نحو التخصص حتى تستطيع الاستمرار في السوق حيث انه خلال السنوات القليلية القادة لن يكون هناك وجود لشركات غير متخصصة في خدمات محددة.
تغييرا جذريا
خلال السنوات العشر الاخيرة تحول السوق من العشوائية الى المعيارية كيف ترى ذلك؟
– بالطبع ان العشر سنوات الاخيرة شهدت تغييرا جذريا في المشروعات وتحولت كلها الى مشروعات له معايير ممنهجة وفق اسس موضوعة مسبقا ولكل مرحلة معاييرها ومتطلباتها وهذا بدوره انعكس على تقدم قطر في الجاهزية الشبكية ومازال السوق يمضي باتجاه المعايير من خلال الفهم الصحيح لاحتياجات العملاء ويظهر ذلك من خلال اعتماد العملاء على مستشارين بشكل اكبر في اتخاذ القرار الاستراتيجي في قطاع تكنولوجيا المعلومات ، كما ان وجود شركات عالمية مثل مايكروسوفت اثر ايجابيا على فهم العملاء للتقنيات العالمية وكيفية توظيف هذه التقنيات لخدمة مؤسساتهم واهدافهم واعتقد ان وجود مايكروسفت وفر فرصة للشركات لتطوير قدراتهم وساعد العملاء على توفير احتياجاتهم اكثر من البرامج التقنية .
المسؤولية الاجتماعية
ألا ترى ان المسؤولية الاجتماعية لشركات تكنولوجيا المعلومات لا تزال محدودة؟-
– بالفعل هناك ضعف في هذا الجانب ويجب على الشركات التى تعمل في قطر ان تتجه نحو تقديم خدمات للمجمتع في قطاع تكنولوجيا المعلومات سواء من خلال تقديم برامج ومنح مجانية ودورات تدريبية مجانية للافراد والشركات والمؤسسات من اجل حدوث التواصل بين افراد المجتمع القادر وغير القادر .
ما أبرز التحديات التي تواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات في قطر ؟-
– هناك ايجابيات كثيرة في سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القطرى وذلك ما يجعله جاذبا لمعظم الشركات التى تعمل في المجال سواء العالمية أو من دول المنطقة ورغم ان ذلك ايجابيا الا انه يمثل تحديا كبيرا للشركات المحلية التى تعمل في المجال حيث ان هذا يتطلب من الشركات المحلية التوجه نحو التخصص لمواجهة طوفان الشركات القادم الى قطر.
– إلى أي مدى نجح المجلس الاعلى للاتصالات في تطوير القطاع ؟
– ان المجلس الأعلى للاتصالات يلعب دورا كبيرا في دعم وتطوير القدرات التكنلوجية لدولة قطر وظهر ذلك جليا من خلال المبادرات والمشروعات التى يطلقها من ان لاخر الا انه بالرغم من المبادرات لتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع الا ان ذلك لا يكفي وتحتاج تلك الشركات الى دعم اكثر حتى يتثنى لها النهوض بدورها.
الراية القطرية