بعد أسبوع من قصف الطيران الإسرائيلي المتواصل لقاع غزة وسقوط أكثر من 160 شهيدا، وأكثر من ألف جريح أو يزيد، يلتئم اليوم الإثنين بالقاهرة اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية لمناقشة الوضع في قطاع غزة، ماذا عساهم أن يفعلوا وقتلت إسرائيل كل هذا العدد ودمرت كل هذا الدمار، وقال نتنياهو متحديا العرب والعالم أجمع إنه عندما قال إن “الضغط الدولي لن يثني إسرائيل عن شن غارات على الإرهابيين”.
ماذا يمكن لاجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم أن يفعل أكثر من التنديد وحتى هذا وهو أضعف الإيمان يأتي متأخرا، فقد سبق مجلس الأمن الدولي الجامعة العربية بيومين حين عقد جلسة خاصة يوم السبت دعا خلالها إلى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل معبرا عن قلقه بشأن سلامة وحماية المدنيين من الجانبين، فهل يمكن للوزراء العرب اتخاذ قرارات أكثر فاعلية من مجلس الأمن الدولي.
وزراء الخارجية العرب عاجزون أمام وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة الذي يستفيد من الدعم الأمريكي المتواصل ومن الضعف العربي البائن. فالعرب منشغلون بجراحاتهم الداخلية بتداعيات ثورات ربيعهم العربي وبنشاط (داعش) وأخواتها اللائي يهددن الأمن القومي العربي ينذرن بخطر التفتيت والتفكيك المحاق لوحدة الأمة العربية، وبالتالي أغرت لحظة الانكسار العربي الراهن المجرم نتياهو لتنفيذ مخطط تدمير غزة بحجة حماية الهدوء في المدن الإسرائيلية، فاذا كانت عملية (الجرف الصامد) التي أعدت لها حكومة نتنياهو كل هذه الجيوش للحفاظ على الهدوء الذي بات بعيد المنال بعد أن وصلت صواريخ المقاومة الفلسطيينية تل أبيب، فماذا عسى وزراء الخارجية العرب فاعلون اليوم في القاهرة من أجل حماية الحياة في غزة وليس الهدوء فقط الذي ينشده نتنياهو للمدن الإسرائيلية الواقعة تحت رعب وصواريخ المقاومة؟
إسرائيل تدرك أنها لن تستطيع عبر هذه العملية أن تمحو غزة من الخارطة، وإن كانت تتمنى ذلك، وتدرك أن الصواريخ التي تطلق من غزة تجاه الداخل الإسرائيلي إن لم تصب فهي تبث الرعب في المواطنين الإسرائيليين، وتشكل تحدياً وهزيمة نفسية للدرع الإسرائيلي الواقي من الطيران من خلال منظومة القبة الحديدية التي فشلت باعتراف إسرائيل نفسها في صد الكثير من الصواريخ، وهي تلوح بالحرب البرية والاجتياح الكامل لغزة، ولكنها لن تنفعل، لأن الكلفة باهظة، ولكنها في الوقت نفسه تريد توجيه الضربات الموجعة لحركة حماس التي أكسبها اتفاق المصالحة الأخير مع فتح شرعية وشعبية في الضفة والقطاع، تحتاجها الحركة التي تمر بأزمة سقوط الحلفاء، ويظن نتنياهو أن الوقت حان للانقضاض عليها.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي