ختام المونديال سياسة

[JUSTIFY]
ختام المونديال سياسة

اليوم يسدل الستار على منافسات بطولة كأس العالم في كرة القدم بعد شهر من التنافس المحموم، وستكون الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف حضورا في حفل الختام، وهي التي كانت تمني النفس بحمل الكأس الذهبية التي ستذهب إلى أيادٍ ناعمة أخرى، إما الألمانية أنجيلا ميركل وإما الأرجنتينية كريستينا كيرشنر، فالأمر بأقدام رفاق الساحر ليونيل ميسي أو العميد فليب لام.

وستكون خسارة رئيسة البرازيل ديلما روسيف متعددة الأبعاد والتداعيات، فهي ليست فقط خسارة صاحب الأرض والجمهور والمنتخب المرشح فوق العادة للظفر باللقب، وبنتيجة أقل ما يمكن وصفها به أنها مذلة بسبعة أهداف مقابل هدف أمام ألمانيا، ولكن خيبة رئيسة البرازيل في رفاق نيمار أكبر، فحلمها كان أبعد من هذه الكأس، حلمها الفوز في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر المقبل ولولاية ثانية وبعد سلسلة الاحتجاجات الشعبية على الإنفاق الكبير للتحضير لاستضافة البطولة، كانت الرئيسة روسيف تمني النفس بفوز منتخب البرازيل حتى ينصرف الشعب إلى رقص السامبا وينسى أزماته الاقتصادية والاجتماعية، وتستفيد هي من تلك اللحظة الجماهيرية في توسيع الفارق بينها وأقرب منافسيها في مضمار سباقات استطلاعات الرأي العام.

وبما أن الرئيسة سعت إلى تقليل انعكاسات خسارة منتخب بلادها أمام ألمانيا على الانتخابات الرئاسية في أكتوبر عندما قالت روسيف خلال لقائها مع مجموعة من الصحفيين الأجانب في مقر الرئاسة ببرازيليا: يوجد تقليد في البرازيل يقول بعدم خلط الكرة بالسياسة، إلا أن الكثير من المراقبين يؤكدون وجود ذلك الخلط، ويؤكدون كذلك أن الرئيسة روسيف كانت تعول عليه كثيرا في حملتها إلى ولاية رئاسية ثانية، كما أنها باتت تعول في حملتها على الظروف الاجتماعية التي تم تحسينها في البرازيل منذ تولي حزب العمال الذي تنتمي إليه السلطة، وانتشاله عشرات الملايين من البرازيليين من الفقر.

إذن، مباريات كأس العالم كما كان افتتاحها سياسياً فإن ختامها كذلك يأتي بظلال سياسية، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهم مناصري منتخب المانشافت ستحجز مقعدها في مباراة الختام وتواصل حماسها وتشجيعها المعتاد، ولكن رحلتها إلى البرازيل تتضمن أجندة سياسية، حيث من المتوقع أن تلتقي الرئيس الروسي فلادمير بوتن لبحث الأزمة الأوكرانية وبوتن يزور البرازيل ضمن جولة لاتينية لكسر العزلة الغربية وحضور ختام منافسات كأس العالم وتسلم الراية رسميا لتنظيم النسخة المقبلة في 2018.

ميركل التي انقطع اتصالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب فضحية التجسس الأمريكي ربما يسعى أوباما لكسر ذلك البرود بمبادرة التهنئة أو المواساة لميركل عقب مباراة اليوم التي لم يحدد البيت الأبيض ما إذا كان أوباما سيشاهدها أم لا، وأي الطرفين سيشجع، ولكنه قطعا سيفعل مثل عشرات رؤساء الدول.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version