قبل أن نواصل في الجامعات هاكم الحكاية دي فقد أوردت صحيفة «حكايات» الغراء ان رجلاً من قوة نظامية اصطحب والدته لأحد المستشفيات وقابل بها الطبيبة ولكنه أحس بأن الطبيبة تعاملت مع مريضتها أي والدته بعدم اهتمام، فقام بصفعها صفعة قوية تاركاً بصمة العدوان على خدها، فقامت بفتح بلاغ بتهمة الأذى الجسيم (أها دي الطبيبة التي غنى لها سيد خليفة قائلاً أموت في القصر العيني وتنقذني الطبيبة).
نعود لموضوعنا ان لم نخرج عنه فقد سألت عدداً من منسوبي الجامعات عن تواتر الضرب أو بالأحرى (الكفيت) فيها، فتأكد لي ان هذا الامر بدأ في الظهور وان هناك عدة حالات قد تم رصدها لا بل ان احدهم حكى لي انه شاهد طالباً يصفع زميلته على مقربة من زملائه والغريب في الامر ان الجلسة بينهما تواصلت ولم تنفض بالكف، فمثل هذه الحادثة يمكن ان يوضع تحتها كذا خط.
في تقديري ان هذه الظاهرة لم تنتشر بصورة مزعجة ولكن عدم انتشارها لا يعني عدم وجودها وفي كل الاحوال التعامي عنها ليس من المصلحة ولنفترض فرضا ان الحادثة التي وثقتها «الوطن» هي الحادثة الوحيدة التي حصلت فهي كفيلة بأن تجعلنا نتوقف عندها حرصاً على مستقبل اولادنا وبناتنا.
لا شك ان تحولاً كبيراً قد طرأ على مجتمعنا السوداني الحديث فالمرأة الحديثة كانت وما زالت محل احترام وتقدير الرجل وأكاد أجزم ان الكثيرين منا لم يشاهد رجلاً يصفع امرأة في الجامعة أو في المكتب أو في الشارع أو حتى في (المسرح) أو في أي مكان عام هذا أدب فطري وموروث، لذلك لابد من كذا( كلاكيت) لهذا الأمر المستجد.
منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الجندرة ستهتم بهذا الامر وتدرجه في باب العنف ضد المرأة وستعقد له السمنارات والندوات الأمر الذي درجت عليه من قبل لمناقشة قضايا الطلاب والمرأة. والأمر المؤكد ان المعلومات ستتكشف وسيذهب المنظراتية مذاهب شتى في تبيان الدوافع والأسباب، ولن يتركوا الأوضاع الاقتصادية والواقع السياسي والذي منه ولكن والى أن يتم ذلك فلنرفع شعار نظافة الجامعات السودانية من اللؤم واللآمة تأسياً بقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والقائل: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم» فإننا نبرأ بأولادنا ان يكونوا لئيمين كما نطالب (بنوتنا) ان لايضعن انفسهن في مثل هذه المواضع وثقتنا فيهن لا تحدها حدود ولن نبالغ ابدًا اذا قلنا ان حواء السودانية ما زالت كعهدنا بها شريفة وعفيفة وان آدم السوداني ما زال شهماً كريماً تجاه حوائه وهو (مقنع الكاشفات) و(عشا البايتات) وهو (المأمون على بنوت فريقه). ولكن هذا لن يجعلنا ننوم على العسل ونغمض عيوننا من بعض المتغيرات السالبة التي اجتاحت مجتمعنا، والله نسأله الستر للجميع.
صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22691) بتاريخ 26/5/2009)
aalbony@yahoo.com