يراهن الكثيرون على أن العام المقبل سيكون عام الكومبيوتر اللوحي. وطبعا سمعنا الكثير عن هذه التكهنات سابقا، لكنها تبدو أنها هذه المرة مختلفة، نظرا إلى أن الأجهزة باتت مزودة بشاشات أكثر تعقيدا تعمل باللمس، وأصبح المستهلكون أكثر اعتيادا على لوحات المفاتيح الافتراضية. والأهم من ذلك كله يبدو أن «أبل» قد تقفز إلى هذا الميدان أيضا. والأجهزة اللوحية كما نتذكرها هي، إما كومبيوترات لابتوب بشاشات تنطوي وتستخدم الأقلام الإلكترونية، أو رؤوس الأصابع لإدخال المعطيات والبيانات، أو قد تكون شبيهة بجهاز «آي بود» كبير يعمل باللمس الذي يستخدم أيضا لأعمال مثل الكشف على البريد الإلكتروني، والدخول إلى الشبكة، ومشاهدة الفيديو.
ويتوقع باحثون في شركة «ديسبلاي ريسيرتش» لأبحاث السوق ارتفاع مبيعات الأجهزة العاملة بشاشات اللمس من 3.5 مليار دولار في العام الحالي، إلى أكثر من 6 مليارات في عام 2012. ولكن إذا كان العام المقبل هو عام الأجهزة اللوحية فإن الأشخاص العاديين سيسارعون إلى شرائها بشكل عشوائي غير منتظم، مما يعني أنه يتوجب على البعض تقويم الوضع. ولكن حتى الآن ما زلنا في الانتظار.
* كومبيوترات لوحية
* وستقوم كل من «توشيبا» و«أركوس» و«فيوجيتسو» و«لينوفو» بطرح أجهزة لوحية بشاشات تعمل باللمس خلال الشهور القليلة المقبلة، ولكن ولا واحدة منها هي متطورة بما فيها الكفاية التي تلبي التوقعات منها. ولكن هذا لم يمنع أشخاصا مثل ماركو بيرينو المدير التنفيذي في «توشيبا» من القول إن الأجهزة اللوحية الخاصة بالوسائط المتعددة المنزلية ستكون واحدة من أسرع المنتجات نموا في مضمار الإلكترونيات الاستهلاكية، وفقا لما نقلته مجلة «سي نت» الإلكترونية.
وذكر توري ناكامورا من «فيوجيتسو» أن الوقت الحالي هو المناسب جدا للأجهزة اللوحية لكون الناس أضحت تستخدم اللمس في حياتها اليومية عن طريق الهواتف الذكية، وأكشاك المطارات، ومنافذ صرف النقود في المصارف، وقد بتنا أكثر اعتيادا على استخدام اليدين والأصابع في بعض الآلات المعينة. ومثل هذه الأجهزة تلائم ذلك تماما». ولكن هل نحن بحاجة فعلا إلى شكل آخر جوال للدخول إلى الشبكة ومشاهدة الفيديوهات؟ يبدو أن أن أكثر الفئات الكومبيوترية المرغوبة في الوقت الحاضر هو «نتبوك» (دفتر الإنترنت) الذي نمت مبيعاته بنسبة 40 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت. وهذا أسرع بمرتين من معدل نمو دفاتر الملاحظات الإلكترونية (نوتبوك) التقليدية بنسبة 22 في المائة. ومع استمرار هذه الأنواع التقليدية من الكومبيوترات الجوالة في الاختفاء بسرعة من أدراج مخازنها يبقى السؤال التالي: لماذا نحن بحاجة إلى الأجهزة اللوحية؟
* توجهات تقنية
* يبدو أنه ليس من المؤكد ظهور الجهاز اللوحي العامل باللمس من «أبل» في أوائل العام المقبل. وذكر أن ستيف جوبس المدير التنفيذي للشركة هو الذي يشرف شخصيا على المشروع، ومع ذلك لا توجد أدلة دامغة على أن المشروع موجود أصلا.
ولـ«أبل» صيت راسخ في التفكير بصواب وروية في أي مشروع، وما إذا كان مثمرا أم لا، للخروج بمنتوج يربط الأجهزة وبرمجياتها سوية بأسلوب بسيط الذي غالبا ما يتحول إلى بيان ينم عن شخصيتها الخاصة كما هو حاصل حاليا مع «آي فون» و«آي بود».
وسواء كانت مدينة كابرتينو في ولاية كاليفورنيا مقر شركة «أبل» تستهدف صناعة نخبة أنواع الكومبيوترات أم لا، فإن الأمر يستلزم أكثر من منافس واحد لصياغة أي اتجاه معين. فهناك مثل يقول: إذا كانت هناك ثلاثة أشياء من نوع واحد، بات هناك اتجاه معين. في أي حال بمقدور محبي الأجهزة اللوحية القول إن هناك نوعا من اتجاه كهذا. فـ«توشيبا» و«أركوس» هي من الشركات التي دخلت هذا الحقل بأجهزة من هذا النوع ستظهر في الخريف الحالي. إضافة إلى ذلك هناك شائعات تقول إن «ديل» و«إنتل» تتعاونان لإنتاج جهاز مشابه. كما أنه في قطاع أجهزة «بي سي» التجارية شرعت كل من «هيوليت ـ باكرد»، والآن «لينوفو» و«فيوجيتسو» باستغلال الدعم الموجود في «ويندوز 7» لطرح أجهزتهما «بي سي» المتحولة، بقدرات شاشات تعمل باللمس.
وفي الوقت الذي بات فيه من السهل إنتاج أجهزة رخيصة حاليا بشاشات لمس، ومع إظهار الناس ميلا خاصا للتواصل مع الشبكة دائما، وفي أي مكان يكونون فيه، يبقى التنفيذ هو الأساس. ولكي يقوم المستهلكون باعتماد ذلك، لابد من إيجاد سبب وجيه يبرر إنفاق المال للحصول على جهاز كومبيوتر آخر. فقد جاء إنتاج «توشيبا» على شكل جهاز لوحي صغير للوسائط المتعددة يدعى «جورن إي تاتش» JournE Touch الذي ظهر في معرض برلين العالمي الأخير في الشهر الحالي. وهو يبدو من الخارج جميلا، مع شاشة قياس 7 بوصات، وأيقونات كبيرة تعمل باللمس لسرعة الوصول إلى الوسائط المتعددة والصور والإنترنت. وهو رقيق وخفيف الوزن، ويدعم «واي ـ فاي»، ويمكن وصله إلى التلفزيون لمشاهدة محتويات الشبكة على شاشة كبيرة. لكنه يستخدم «ويندوز سي إي»، وهذا ليس الأفضل بين منظومات التشغيل الجوالة.
وتصنع «أركوس» مشغلها للوسائط، كما تصنع أيضا جهازها اللوحي الأول «بي سي». ويبدو الجهاز هذا الذي لم يكتمل بعد، ثقيلا وصعب الاستخدام على صعيد لوحة مفاتيحه التي تظهر على شاشته. لكن سعره 499 دولارا يجعله صفقة لا بأس بها مقارنة بجهاز «أبل» الذي ذكر أن سعره سيتراوح بين 800 وألف دولار.
المصدر :الشرق الاوسط